الاثنين، ١٦ مايو : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
قال الربّ لبطرس: “دَعَوتُ لَكَ ألاَّ تَفقِدَ إيمانَكَ”. لم يقلْ: “أردْتُ أن أدعو لكَ”، إنّما: “دعوْتُ لكَ”… كلمات قالَها الربّ بأسلوبٍ أراده مليئًا بالتواضع بسبب اقتراب آلامه، حتّى يبيّنَ حقيقة طبيعته البشريّة. إذ هل يخطر ببال أحد أنّ ذاك الذي قال لبطرس بلهجة الأمر، بدون اللجوء إلى الصلاة: “على هذه الصخرة أبني كنيستي، وأعطيكَ مفاتيح ملكوت السماوات”، هو نفسه بحاجةٍ إلى الصلاة ليُثَبِّتَ على الإيمان النفس المتردِّدة لإنسان؟ في الوقت نفسه، لم يقلْ الربّ لبطرس: “دعوْتُ لكَ كي لا تنكرَني أبدًا”، بل “كي لا تفقدَ إيمانك أبدًا.” “وأَنتَ ثَبِّتْ إخوانَكَ متى رَجَعْتَ”. هذا يعني، بعد أن تكفِّرَ بالدموع وبالتوبة عن جريمة أنكارِكَ لي، ثَبِّتْ إخوانَكَ، أنتَ الذي أقَمتُه رأسًا للرسل؛ هذا هو واجبكَ، أن تكون معي، القوّة والصخرة الأساسيّة للكنيسة. إذًا، ليس على بطرس تثبيت إيمان الرسل وحدهم فحسب، إنّما تثبيت إيمان كلّ المؤمنين الذين سيَتَتالون حتّى نهاية العالم. فلا يفقدَنَّ إذًا أحدٌ من بين المسيحيّين، ثقته لدى رؤيته هذا الرسول يُنكرُ معلِّمَه الإلهي، ويستعيدُ بعد ذلك بالتوبة امتياز السموّ الذي جعل منه الحبر الأعظم للعالم أجمع.
maronite readings – rosary.team