الاثنين، ١٧ مارس : القدّيس أوغسطينُس

أَخَذَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمَوْتَ، وَعَلَّقَهُ عَلَى ٱلصَّلِيبِ، فَتَحَرَّرَ ٱلْبَشَرُ ٱلْفَانُونَ مِنَ ٱلْمَوْتِ. مَا حَصَلَ رَمْزِيًّا فِي ٱلْمَاضِي، ٱسْتَعَادَهُ ٱلرَّبُّ حِينَ قَالَ: “وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ فَكَذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ” (يو ٣: ١٤). إِنَّهُ سِرٌّ عَمِيقٌ!… لَقَدْ أَمَرَ ٱلرَّبُّ مُوسَى أَنْ يَصْنَعَ حَيَّةً نُحَاسِيَّةً، وَيَجْعَلَهَا عَلَىٰ سَارِيَةٍ فِي وَسَطِ ٱلصَّحْرَاءِ، وَيُحَذِّرَ شَعْبَ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَنَّهُ لَوْ تَعَرَّضَ أَحَدٌ لِلَدْغَةِ حَيَّةٍ، عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ٱلْحَيَّةِ ٱلْمَرْفُوعَةِ عَلَىٰ ٱلسَّارِيَةِ. فَكَانُوا يَنْظُرُونَ إِلَى ٱلْحَيَّةِ وَيَشْفُونَ (رَاجِعْ عد ٢١: ٦-٩). إِلَامَ تَرْمُزُ ٱلْحَيَّاتُ ٱلَّتِي تَلْسَعُ؟ إِلَى ٱلْخَطَايَا ٱلَّتِي تَأْتِي مِنَ ٱلْجَسَدِ ٱلْفَانِي. وَمَا هِيَ ٱلْحَيَّةُ ٱلَّتِي رُفِعَتْ؟ إِنَّهُ ٱلْمَوْتُ ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَهُ ٱلرَّبُّ عَلَىٰ ٱلصَّلِيبِ. فِي ٱلْوَاقِعِ، كَوْنُ ٱلْمَوْتِ أَتَىٰ مِنَ ٱلْحَيَّةِ (رَاجِعْ تك ٣)، فَقَدْ رُمِزَ إِلَيْهِ بِرَسْمِ حَيَّةٍ. لَدْغَةُ ٱلْحَيَّةِ تُعْطِي ٱلْمَوْتَ؛ أَمَّا مَوْتُ ٱلرَّبِّ، فَهُوَ يُعْطِي ٱلْحَيَاةَ. فَمَاذَا نَقُولُ؟ لِكَيْلَا يَعُودَ لِلْمَوْتِ أَيُّ سُلْطَانٍ، نَنْظُرُ إِلَى ٱلْمَوْتِ. لَكِنْ مَوْتُ مَنْ؟ مَوْتُ ٱلْحَيَاةِ، إِذَا أَمْكَنَ ٱلْحَدِيثُ عَنْ مَوْتِ ٱلْحَيَاةِ، إِنَّهُ تَعْبِيرٌ مُدْهِشٌ. هَلْ سَأَتَرَدَّدُ فِي قَوْلِ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَجْلِي؟ أَلَيْسَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلْحَيَاةُ؟ رَغْمَ ذٰلِكَ، صُلِبَ ٱلْمَسِيحُ. أَلَيْسَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلْحَيَاةُ؟ رَغْمَ ذٰلِكَ، مَاتَ ٱلْمَسِيحُ. وَفِي مَوْتِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، لَاقَى ٱلْمَوْتُ ٱلْمَوْتَ…؛ ٱبْتَلَعَ مِلْءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْمَوْتَ، فَدُفِنَ ٱلْمَوْتُ فِي جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ. هٰذَا مَا سَنَقُولُهُ فِي ٱلْقِيَامَةِ، حِينَ نُنْشِدُ مُنْتَصِرِينَ: “فَأَيْنَ يَا مَوْتُ نَصْرُكَ؟ وَأَيْنَ يَا مَوْتُ شَوْكَتُكَ؟” (١كور ١٥: ٥٥).
maronite readings – rosary.team