الاثنين، ١٨ نوفمبر : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
إنّ الله “الكائن”، كشف عن نفسه لإسرائيل على أنّه الكائن “الكثير المراحم والوفاء” (خر 34: 6). هذه الألفاظ تعبّر تعبيرًا مرصوصًا عن كنوز الاسم الإلهي. الله يُظهر في جميع أعماله عطفه، وجودته، ونعمته، ومحبّته؛ كما يُظهر أيضًا وفاءه، وثباته، وأمانته، وحقيقته. “أعترف لاسمك لأجل رحمتك وحقك” (مز 138[137]: 2). “رأس كلمتك حقّ، وإلى الأبد كُلُّ حكم عدلك” (مز 119[118]: 160). “والآن أيّها الربّ الإله أنت هو الله وكلامك حقٌ” (2صم 7: 28)؛ ولذلك، فوعود الله تتحقّق دائمًا. الله هو الحقّ نفسه وأقواله جلَّت عن التضليل. ولهذا يستطيع المرءُ أن يُسلم بكلّ ثقةٍ لحقيقة كلمته ووفائها في كلّ شيء. بدء خطيئة الإنسان وسقوطه كان كذبةً من المجرّب الذي حمل على الشكّ في كلمة الله وعطفه ووفائه. إنّ حقُّ الله هو حكمته التي تسوس كلّ نظام الخليقة ومسيرة العالم. الله الذي وحده خلق السماء والأرض، يستطيع هو وحده أن يعطي معرفة كلّ شيءٍ مخلوقٍ في علاقته معه معرفةً حقيقيّة. الله حقٌّ أيضًا عندما يكشف عن ذاته: التعليم الذي يأتي من الله “تعليم حقّ” (ملا 2: 6). وعندما يُرسل ابنه إلى العالم إنّما يكون ذلك “ليشهد للحقّ” (يو 18: 38): “نعلم بأنّ ابن الله قد أتى وآتانا بصيرةً لكي نعرف الإله الحقيقي” (1يو 5: 20). الله محبّة… تُشَبَّه محبّة الله لإسرائيل بحبّ أبٍ لابنه (راجع هو 11: 1). وهذه المحبّة أقوى من حبّ أمّ لأبنائها (راجع إش 49: 14-15). إنّ الله يحبّ شعبه أكثر ممّا يحبّ الزوج حبيبته (راجع إش 62: 4-5)؛ وهذه المحبّة تتغلّب حتّى على أقبح الخيانات؛ وهي تصل إلى درجة بذل الأغلى: “هكذا أحبّ الله العالم حتّى إنّه بذل ابنه الوحيد” (يو 3: 16).
maronite readings – rosary.team