الاثنين، ٢٠ يونيو : القدّيس بِرنَردُس
لقد ظلّل الرُّوح القدس مريم العذراء (لو 1: 35)، ويوم العنصرة، شدّد الرسل؛ بالنسبة لها، فقد حلّ ليخفّف وطأة مجيء الألوهة في جسدها العذريّ، أمّا بالنسبة لهم، فهو قد حلّ “ليُلبسهم قوّة من العلى” (لو 24: 49)، أي المحبّة الأكثر اضطرامًا… أنّى لهم، في ضعفهم، أن يقوموا برسالتهم القاضية بالانتصار على الموت لولا هذا “الحبّ القويّ كالموت”، وعدم ترك “أبواب الجحيم تقوى عليهم” لولا هذا “الحبّ القاسي كمثوى الأموات”؟ (راجع مت 16: 18؛ نش 8: 6). عند رؤية هذا الحماس، ظنّهم البعض “قدِ امتَلأُوا مِنَ النَّبيذ” (أع 2: 13). في الواقع، كانوا سكارى، ولكن بنبيذ جديد…، ذاك الّذي جعلته “الكرمة الحقيقيّة” ينساب من أعلى السماء، ذاك الّذي “يُفرِح قلب الإنسان” (يو 15: 1؛ مز104[103]: 15)… كان نبيذًا جديدًا لسكّان الأرض، لكنّه كان موجودًا بغزارة في السماء…، كان ينساب في الشوارع وفي ساحات المدينة المقدّسة، حيث كان ينشر فرح القلب… وهكذا، كان يوجد في السماء نبيذ خاصّ تجهله الأرض. لكنّ الأرض كانت تملك أيضًا شيئًا خاصًّا بها يجعل مجدَها – أي جسد الرّب يسوع المسيح – وكان لدى السماء عطش كبير لحضور هذا الجسد. من يمكنه أن يمنع هذا التبادل بالنعمة الأكيد والغنيّ جدًّا بين السماء والأرض، بين الملائكة والرُّسل، لكي تمتلك الأرض الرُّوحَ القدس وتمتلك السماء جسد الرّب يسوع المسيح؟… لقد قال الرّب يسوع “فَإِن لم أَمضِ، لا يَأتِكُمُ المُؤيِّد. أَمَّا إِذا ذَهَبتُ فأُرسِلُه إِلَيكُم”. أي إن لم تَدَعوا ما تحبّونه يذهب، لن تحصلوا على ما تريدون. “خيرٌ لكم أن أذهب” وأن أنقلكم من الأرض إلى السماء، من الجسد إلى الرُّوح؛ فالآب روح، والابن روح، والرُّوح القدس روحٌ أيضًا… والآب الّذي هو روح، يبحث عن “عِباد يعبدونه بالرُّوح والحق” (راجع يو 4: 23-24).
maronite readings – rosary.team