الاثنين، ٢٢ نوفمبر : أفْراهاط الحكيم
صام أهل نينوى صومًا صادقًا عندما حثّهم يونان ليتوبوا… فقد كُتب: “فرَأَى اللهُ أَعْمالَهم وأنَّهم رَجَعوا عن طَريقِهم الشَّرِّير. فنَدِمَ اللهُ على الشَّرِّ الَّذي قالَ إِنَّه يَصنعُه بِهم، ولم يَصنَعْه” (يون 3: 10). لم يقل الكتاب إنّ الله رأى أنهم امتنعوا عن الأكل والشرب والتفوا بالمسوح وجلسوا على الرماد بل “رجعوا عن طريقهم الشرير”. لأنّ ملك نينوى قال: “ولْيَرجِعْ كُلُّ واحِدٍ عن طَريقِه الشَّرِّيرِ وعنِ العُنفِ الَّذي بِأَيديهم”(يون 3: 8). فكان صيامهم صيامًا صادقًا وكان مرضيًا عند الرب… إذًا يا صديقي عندما نصوم، فإنّ الامتناع عن فعل الشر هو أفضل ما نقوم به. إنّه أفضل من الامتناع عن الأكل والشرب. إنه أفضل من “حني الرأس كالقصب وافتراش المسح والرماد” كما يقول إشعيا (راجع إش 58: 5). في الواقع، عندما يمتنع الإنسان عن الأكل والشرب أو عن أي نوع من الغذاء، ويفترش المسح والرماد ويغتمّ، يكون محبوبًا من الله وجميلًا ومقبولًا في عينيه. إنما ما يرضي الله أكثر هو “حَلُّ قُيودِ الشَّرِّ وفَكُّ رُبُطِ النِّير” (إش 58: 6). حينئذٍ، “حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ، أيّها الإنسان… ويَسيرُ بِرُّكَ أَمامَكَ… ويَهْديكَ الرَّبُّ في كُلِّ حين ويُشبِعُ نَفْسَكَ في الأَرضِ القاحِلَة ويُقَوِّي عِظامَكَ فتَكونُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وكيَنْبوعِ مِياهٍ لا تَنضُب” (إش 58: 8+11). لا يشبه المرائين “يُكلِّحونَ وُجوهَهُم، لِيَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهم صائمون” (مت 6: 16).
maronite readings – rosary.team