الاثنين، ٢٣ ديسمبر : القدّيس أوغسطينُس
قال الفريسيّون فيما بينهم عن الرَبّ يَسُوع: “يَقُولُ الجميع إنّه صادق ولطيف للغاية؛ علينا إذًا أن نهاجمه في مسألة العدل. فَلنُحضِرْ له امرأةً أُخِذَتْ في الزِّنى وَلْنسأله عمّا توصيه الشريعة بشأنها”… ما كان جواب الربّ يَسُوع؟ ما كان جواب مَنْ هُوَ الحَقُّ والحِكْمَةُ والعَدْلُ نَفْسُه، بعد أن أصبحَ هو موضِع الاتّهام؟ لم يقُلْ الرَبّ يسوع: “لا ترجُموها”، لأنّه رفضَ أن يبدو كمُخالف للشريعة. كَمَا أنّه تفادى أن يقول: “ارجُموها”، لأنّه لم يأتِ ليَفقُدَ ما وجَدَه، بل ليبحَثَ عمّا كان مفقودًا. إذًا، ما كان جوابه؟ لاحظوا كم كان يتحَلّى بالعدل، واللطف، والحقِّ حين قال: “مَن كانَ مِنكُم بلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر!”. يا لها من إجابة حكيمة! لاحظوا كيف جعَلَهم يدخلون إلى عمق أعماقهم! كانوا يقومون بأعمال سطحيّة، لكنّهم لم ينظروا يومًا إلى أعماقِ قلوبهم. كانوا يَرون الزِّنى، لكنّهم لم يراقِبوا يومًا أنفسهم… هذا هو صوت العدل. فَلتَنَلْ المذنبة عقابها، لكن ليس على يد المُذنبين؛ فَلتُطَبَّقْ الشريعة، لكن ليس على يد مَن يُخالفونَها. هذا هو فعلاً صوت العدل. لقد أصابَ هذا العدل الفريسيّين كالحربة، فدَخَلوا إلى أعماقهم؛ وحين اكتشَفوا أنهم خطأة، “انصَرَفوا واحِدًا بَعدَ واحِد”…
maronite readings – rosary.team