الاثنين، ٢٣ سبتمبر : القدّيس يوحنّا الثالث والعشرون
عندما أعود إلى ذاتي وإلى السيّئات المختلفة في حياتي المتواضعة، لا بدّ لي من الاعتراف بأنّ الربّ قد جنّبني حتّى الساعة تلك المحن التي، بالنسبة إلى نفوس كثيرة، تجعل خدمة الحقيقة والعدالة والمحبّة أمرًا صعبًا وغير جذّاب… أيّها الربّ الصالح، كيف لي أن أشكرك على كلّ الاهتمامات التي حظيت بها باسمك حيثما ذهبت؟ وذلك دومًا بخالص الطاعة لا لمشيئتي بل لمشيئتك؟ “ماذا أَرُدُّ إِلى الرَّبِّ عن كُلِّ ما أَحسَنَ به إليَّ؟” (مز 116[115]: 12). الجواب واضح لنفسي كما للربّ وهو أن “أَرفع كأسَ الخَلاص وأَدْعو بِاسمِ الَرَّبّ” (مز 116[115]: 13). لقد أشرت إلى هذا الأمر في هذه الصفحات: إذا ما أصابتني محنة عظيمة في يوم من الأيّام، يجب عليّ أن أتلقّاها بفرح؛ وإن تأخّرت قليلاً، يجب أن أواظب على إرواء عطشي بدم يسوع مع موكب المِحَن الصغيرة والكبيرة التي يريد صلاح الربّ أن يُحيطه بها. لقد كنت دائمًا معجبًا جدًّا، وما زلت، بالمزمور 131[130] الذي يقول: “يا رَبُّ، لم يَستَكبِرْ قَلْبي ولا اْستَعلَت عَينايَ ولم أَسلُكْ طَريقَ المَعالي ولا طَريقَ العَجائِبِ مِمَّا هو أَعْلى مِني بل أُسَكِّنُ نَفْسي وأُسكِتُها. مِثْلَ مَفْطوم عِندَ أُمِّه مِثْلَ مَفْطوم هكذا نَفْسي علَيَّ. ” (مز 131[130]: 1-2). آه، كم أحبّ هذه الكلمات! ولكن إذا كان عليّ أن أعاني في نهاية حياتي، يا ربّي يسوع، سوف تقوّيني في المحنة. دمك سيكون لي عهد خلاص وفرحًا أبديًّا، هذا الدم الذي سأواصل شربه من كأس خلاصك، هذا يعني من قلبك. “لأنَّ الشِّدَّةَ الخَفيفةَ العابِرَة تُعِدُّ لَنا قَدْرًا فائِقًا أَبَدِيًّا مِنَ المَجْد” (2كور 4: 17).
maronite readings – rosary.team