الاثنين، ٣١ أكتوبر : القدّيس توما الأكوينيّ
من المنطقيّ أنّ غاية كلّ رغباتنا، أي الحياة الأبديّة، يشار إليها في نهاية كلّ ما أُعطيَ لنا لنؤمن به في قانون الإيمان بهذه الكلمات: “الحياة الجديدة في الدّهر الآتي. آمين”… في الحياة الأبديّة، هناك اتّحاد الإنسان مع الله …، التسبيح الكامل…، والإشباع الكامل لرغباتنا، لأنّ كلّ طوباويّ سوف يمتلك أكثر ممّا كان يرغب أو يرجو. في هذه الحياة لا أحد يستطيع أن يُشبِع رغبته؛ لا يمكن أبدًا لأيّ شيء مخلوق أن يشبع رغبة الإنسان. الله وحده يُشبِع، وبلا حدود. لهذا السبب لا نستريح إلّا في الله، كما يقول القدّيس أوغسطينس: “لقد جعلتَنا لك، يا ربّ، وسيظلّ قلبنا قلقًا مضطربًا حتّى يستريح فيك”. وبما أنّ القدّيسين في الوطن سوف يمتلكون الله تمامًا، فمن البديهيّ أن رغبتهم لن تُشبَع فقط، ولكنّها سوف تفيض بالمجد. لذلك يقول الربّ: “أدخل في فرح سيّدك” (مت 25: 21). ويقول القدّيس أوغسطينوس في هذا الخصوص: “ليس كلّ الفرح هو الذي سيَدخُل في أولئك الذين يُسَرُّون، ولكن أولئك الذين يُسَرُّون هم يَدخلون بكلّيّتهم في الفرح”. يقال في أحد المزامير: “سوف أُشبَع عندما يتجلّى مجدك” (مز 63[62]: 3)، وفي آخَر: “يملأ رغبتك بالخيرات” (مز 38[37]: 4)… لأنّه إن رَغِب أحدٌ بالمسرّات، فهناك تكون البهجة السامية والكاملة، لأنّها تكمن في الخير الأسمى الّذي هو الله نفسه: “عن يَمِينِكَ، مَسَرّاتٌ إِلَى الأَبَدِ” (مز 16[15]: 11).
maronite readings – rosary.team