الاثنين، ٤ أكتوبر : القدّيس غريغوريوس النيصيّ
إليكم أحد أهمّ تعاليم الربّ: أن ينفض كلّ رُسُله غُبَار كُلِّ ما هو أرضيّ…، فيستسلمون للانطلاق بزخم عظيم نحو السّماء. لقد حثّنا على التغلّب على النعاس وعلى البحث عن الحقائق العلويّة (راجع كول 3: 1)، وعلى إبقاء نفسنا في تيقّظ مستمرّ وعلى طرد ذاك الخُمول المُغري من عيوننا. أودّ التكلّم عن هذا الفتور وهذا النُّعاس اللذين يَشدّان المرء إلى ارتكاب الأخطاء ويختلقان صورًا خياليّة: الشرف والثراء والقوّة والعظمة واللذّة والنجاح والفائدة والشهرة… كي ننسى تلك الأحلام، طلب منّا الربّ أن نستيقظ من ذلك النُّعاس العميق: فلا نسمح للوقائع أن تضيع منّا في سعينا المحموم وراء الفراغ. لقد دعاني إذًا إلى السهر: “لِتَكُنْ أوْسَاطُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَلْتَكُنْ سُرْجُكُمْ مُوقَدَةٌ” (لو 12: 35). فالنور الذي يُبهِر أعيننا يطرد منها النُّعاس؛ والحزام الذي يشدّ أوساطنا يحفظ جسدنا في حالة استعداد دائم، فهو بمثابة جهد لا يسمح بالخمول البتّة. يا لوضوح تلك الصورة! أن نشدّ أوساطنا بالقناعة يعني أن نعيش في نور الضمير الطاهر. نور الصراحة المضاء ينير الوجه، ويظهر الحقيقة، ويبقي النَّفس يقظة ويجعلها محصّنة ضدّ الكذب وغريبة عن سخافة أحلامنا المسكينة. فلنعش وفقًا لمتطلبّات الرّب يسوع المسيح وسوف نشارك في حياة الملائكة “مِثْلَ رِجَالٍ يَنْتَظِرُونَ رُجُوعَ سَيِّدِهِم مِنَ العُرْسِ، حَتَّى إذَا جَاءَ وَقَرعَ البَابَ يَفْتَحُونَ لَهُ مِنْ وَقْتِهِمْ” (لو 12: 36).
maronite readings – rosary.team