الاثنين، ٤ نوفمبر : القدّيس بِرنَردُس
قال الرّب يسوع: “إذا أَحَبَّني أَحَد حَفِظَ كلامي فأحَبَّه أَبي ونأتي إِلَيه”، أي إلى الإنسان القدّيس، “فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا” (يو 14: 23). وأعتقد أنّ صاحب المزامير لم يتكلّم عن سماء أخرى، عندما قال: “أمَّا أَنتَ فإِنَّكَ قُدُّوس جالِسٌ في تَسابيحِ إِسْرائيل!” (مز 22[21]: 4) وقال الرّسول بولس بوضوح: “يُقيمَ المسيحُ في قُلوبِكم بالإِيمان” (أف 3: 17). ليس مدهشًا إذًا أنّ الرّب يسوع المسيح يحبّ أن يسكن في هذه السماء. فمع أنّه كان كافيًا له أن يتكلّم لكي يخلق السماء المرئيّة (راجع يو 1: 3)، فقد كافح ليحصل على تلك السماء؛ لقد مات ليشتريها. لهذا السبب، بعد أعماله كلّها، وبعد أن حقّق رغبته، قال: “هذا هو مَكانُ راحَتي لِلأبد ههُنا أَسكُنُ لأَنَّي اْشتَهَيتُه”(مز 132[131]: 144). وطوبى للّتي قيل لها: “قومي يا خليلتي، يا جَميلَتي، وهَلُمِّي” (نش 2: 10)، سأضع عرشي فيك. “لِماذا تَكتَئِبينَ يا نَفْسي وعلَيَّ تنوحين؟” (مز 42[41]: 6) أتودّين أن تجدي فيكِ أيضًا مكانًا للربّ؟ وأيّ مكان فينا هو أهلٌ لهكذا مجد، وهو كافٍ لاستقبال عظمته؟ أأستطيع أن أعبده فقط في المكان الّذي وقفَتْ فيه أقدامه؟ من يعطيني القدرة أقلّه لأتبع آثار نَفْسٍ قدّيسة “اختارها لها ميراثًا”؟ (راجع مز 33[32]: 12) مع ذلك أيستطيع أيضًا أن يتكرّم وينشر في نَفْسي مسحة رحمته، لكي أستطيع القول، أنا أيضًا: “في طَريقِ وَصاياكَ أرَكُض لأَنَّكَ تَشرَحُ قَلْبي” (مز 119[118]: 32). ربّما أستطيع، أنا أيضًا، أن أُظهر فيَّ، إن لم يكن “غُرفة كبيرَة مَفْروشَة مُهَيَّأَة يأكُلُ فيها الفِصْحَ مَعَ تَلاميذه” (مر 14: 15)، أقلّه “ما يَضَعُ علَيهِ رَأسَه” (مت 6: 20)… من الضروريّ أن تنمو النفس وتتّسع لتصبح مهيَّأة لله. فعرضها، هو حبّها، كما يقول الرسول بولس: “افتَحوا قُلوبَكم”. (2كور 6: 13) لأنّ النَّفْس، مع أنّ ليس لها حجم مكانيّ لأنّها روح، فالنعمة تعطيها ما تستبعده طبيعتها… عظمة كلّ نَفْس هي إذًا في قياس محبّتها. مع أنّها عظيمة تلك الّتي لديها حبّ كثير، فالّتي لديها القليل من الحُبّ هي صغيرة، والّتي ليس لديها شيء فهي لا شيء. ويقول القدّيس بولس في الواقع: ” لو لَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما أَنا بِشَيء” (1كور 13: 3).
maronite readings – rosary.team