الاثنين، ٤ يوليو : القدّيس بونافَنتورا
كان فرنسيس (الشاب) يشارك بحرارة في قدّاس تكريم الرّسل؛ وكان الإنجيل يتكلّم عن إرسال الربّ رسله قائلاً لهم: “اذهَبوا إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ… وأَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات” معلّمًا إيّاهم طريقة العيش الإنجيليّة: “لا تَقتَنوا نُقودًا مِن ذَهَبٍ ولا مِن فِضَّةٍ ولا مِن نُحاسٍ في زَنانيرِكم، ولا مِزوَدًا لِلطَّريق ولا قَميصَيْن ولا حِذاءً ولا عَصًا”. فعندما فهم فرنسيس هذا الكلام وحفظه، وقع أسيرًا لحبّ الفقر الرسولي هذا وصاح فرِحًا: “هذا ما أريده! وهو ما تبتغيه نفسي!” ثمّ أسرع وخلع حذاءه وترك العصا الّتي يستعملها للمشي كما ترك جعبته ونقوده ولم يترك له سوى رداءً واحدًا واستبدل الزّنار بحبل: لقد وضع كلّ قلبه في سبيل تنفيذ ما سمعه للتوّ والتقيّد بطريقة عيش الكمال الّتي أعطيت للرّسل. لقد دفعه زخم من الله إلى البحث عن الكمال الإنجيلي وعلى مشوار توبة. حين كان يتكلّم… كانت كلماته مشبعة بقوّة الروح القدس: فكانت تدخل إلى عمق قلوب سامعيه وتجعلهم ممتلئين دهشةً. لقد كان تعليمه كلّه إعلانًا للسلام وكان يبدأ كلّ عظاته بتحيّةٍ للشعب قائلاً لهم: “لِيُعطِكُم الربُّ السلام”. لقد كانت هذه التحيّة وحيًا من الربّ، كما أعلن فرنسيس ذلك لاحقًا، إذ أعطاه الربّ هذه الصيغة ليستعملها… كثر الكلام رويدًا رويدًا عن رجل الله وتعليمه البسيط للغاية وعن حياته ممّا دفع بعضهم أن يقتدوا به إذ تملّكهم روح التوبة فانضمّوا لاحقًا إليه تاركين كلّ شيء ولبسوا مثله وبدأوا يتقاسمون الحياة المشتركة.
maronite readings – rosary.team