الاثنين، ٦ ديسمبر : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
إنّ اسم “الشَّارِقُ مِنَ العُلى” يناسب تمامًا الرّب يسوع المسيح، لأنّه فتح لنا الباب إلى النور الحقيقي: “قَد ظَهَرَ لِلمُقِيمينَ في الظُّلمَةِ وَظِلالِ الموت”. الظلمات التي يتكلّم عنها هنا ليست الظلمات الماديّة، إنّما الأخطاء، الابتعاد عن الإيمان. في أيّ ظلمة كان الشعب الوثني غارقًا، مُثقلاً بعبادة الأصنام، إلى أن جاء النور ليبدّد تلك الظلمة العميقة وينشر تألّق الحقيقة في كلّّ مكان! ظلال الموت هي نسيان الروح؛ الموت يجعل أنّ ما يزيله يبطُل من الحياة؛ كذلك النسيان يجعل أنّ ما ينطفئ يبطُل من الذاكرة؛ لذلك قال في الشعب اليهودي الذي كان قد نسي الله، إنّه كان مقيمًا في ظلال الموت. ظلال الموت هي أيضًا الموت الجسدي، الموت الحقيقي هو الذي يفصل النفس عن معية الله؛ ظلال الموت هي التي تفصل النفس عن معية الجسد؛ هذا ما جعل الشهداء يقولون: “ظلال الموت غمرتنا” (راجع مز 43). في الواقع، كما أنّ الظلّ هو دائمًا متناسب مع شكل الجسد، هكذا أعمال الكفّار هي نوع من الاقتداء بالشرير. عبارة “المقيمين في الظلمة” هي صحيحة جدًّا؛ في الواقع، لم نكن نسير أبدًا في الظلمات، إنّما كنّا مقيمين بدون أيّ رجاء بالتحرّر. إنّ الرّب، بإشراقه على أرضنا، لم ينِر الذين كانوا مقيمين في الظلمات فقط، بل كانت رسالته أكثر شمولاً: لقد كانت “لِيُسَدِّدَ خُطانا لِسَبيلِ السَّلام”. إنّ صوت السلام هو صوت العدالة، فيه سدّد خطانا، أي انفعالات نفوسنا. نسدّد خطانا في سبيل السلام، حين نتبع بأعمالنا الطريق التي لا تميل أبدًا عن نعمة خالقنا.
maronite readings – rosary.team