الاثنين، ٧ مارس : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
لقد أصبحت الصور حسيّة أكثر. كانت الجموع تجد صعوبة في فهم ما كان قد قاله الرّب يسوع عن الرّوح من خلال إظهاره مستعبدًا ومكبّلاً. لذا، استخدم تعابير مقارنة في الوقائع الماديّة لتوضيح عقيدته، ولجعل المعنى الرُّوحي على مستوى فهم الأرواح كلّها. إن كنتم لا تدركون معنى الذكاء، سأعلّمكم ذلك من خلال إجراء مقارنة: العين بالنسبة إلى الجسد هي كالذكاء بالنسبة إلى النفس. فأنتم لن تتمنّوا ارتداء الذهب والحرير في حين بدأتم تفقدون النظر؛ ستفضّلون عن حقّ حاسّة النظر على هذه الأداة الخارجيّة، كون حياتنا كلّها تتعرّض لنكسة كبيرة عند فقدان النظر. حين لا تلعب العينان دورهما، لا تستطيع الأعضاء الأخرى إعطاء الحيويّة نفسها وإسداء الخدمات نفسها لنا، كونها غارقة في الظلمة. هكذا تصاب حياة الإنسان بألف علّة إن تلاشى العقل. العناية التي نقدّمها للمحافظة على العين الجسديّة، يجب أن نقدّمها أيضًا للمحافظة على طهارة عقلنا. إن أطفأنا النور في مهده، كيف يمكننا أن نرى حولنا؟ أزيلوا الينبوع وسيصبح النهر جافًّا: أفسدوا العقل وسيصبح كلّ شيء مشوّشًا في الحياة. لذا قال المخلّص: “فإِذا كانَ النُّورُ الَّذي فيكَ ظَلاماً، فَيا لَه مِن ظَلام!” حين يختفي الربّان وسط الأمواج، والمشعل وسط الظلمة، والقائد وسط المعركة، أيّ أمل يبقى لنا؟
maronite readings – rosary.team