الاثنين، ٧ نوفمبر : الكردينال جوزف راتزنغر
ماذا يعني اسمُ الله؟… في كتاب الرؤيا، إنّ عدوّ الله، الوحش، لا يحمل اسمًا بل عددًا: 666 (راجع رؤ 13: 18). الوحش عدد وهو يحوِّل إلى أعداد. نحن نعلم ما يعنيه هذا، نحن الّذين اختبرنا عالَم معسكرات الاعتقال؛ فرهبتها في الحقيقة هي في مَحو الوجوه… أمّا الله، فلديه أسماء وهو ينادي بِاسم. هو إنسان ويبحث عن الإنسان. له وجه ويبحث عن وجهنا. له قلب ويبحث عن قلبنا. بالنسبة إليه، نحن لسنا وظائف في جهاز العالم الكبير، بل إنّ الّذين لا وظيفة لهم هم خاصّته. الاسم هو إمكانيّة أن تُنادَى، هو المشاركة. لهذا السبب، فإنّ الرّب يسوع المسيح هو موسى الحقيقيّ، هو إتمام إظهار الاسم. فهو لم يأتِ ليحمل كلمة جديدة كَاسم، بل عمل أكثر من ذلك: فهو ذاته وجه الله؛ هو ذاته اسم الله. وهو حتّى الامكانيّة الّتي يملكها لله في أن يُدعى “أنتَ”، في أن يُدعى كإنسان، كقلب. إنّ اسمه الخاصّ “يسوع” يعطي معنًى لاسم العلّيقة المشتعلة الغامض (راجع خر 3: 14)؛ والآن يظهر جليًّا أنّ الله لم ينتهِ من الكلام، بل هو علّق حديثه مؤقّتًا. فاسم يسوع يحتوي كلمة “يهوَه” في صيغتها العبريّة ويضيف عليها شيئًا آخَر: “الله يخلّص”. كلمة يهوَه، أي “أنا هو الّذي هو”، تعني الآن، انطلاقًا من يسوع: “أنا هو الّذي يخلّصكم”. فكيانه خلاص.
maronite readings – rosary.team