الثلاثاء، ١٠ يناير : الطوباويّ غيريك ديغني
“قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ”. أيّها الإخوة ولو كنتم متقدمين في هذه الطريق، فما أمامكم من حاجز أو حدود. كلا ليس من حدود لمن يسعى في السير قدمًا. لذلك كلّ مسافر حكيم يقول يوميًّا: “اليوم أبتدئ”. ما أكثر الذين “تاهوا في بَرِّيَّةٍ مُقفِرَة” (مز 107[106]: 4)، فلا أحد منهم يستطيع أن يقول “الآن أبتدئ”. “مَخافَةُ الرَّبِّ رَأسُ العِلْم والحِكمَةُ” (أم 1: 7). فإذا كانت الحكمة بدءًا، فهي بالضرورة نقطة انطلاق في الطّريق. هذه الحكمة تستدعينا الى الاعتراف. هي التي تحثّ المتكبر على التوبة. وتتيح له أن يسمع الصوت المنادي في البرّيّة، الآمر بإعداد الطريق وبتمهيد السبيل، الدليل إلى كيفية الابتداء “توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات” (مت 3: 2 و4: 17). إذا كنت أيّها الأخ تسير في هذه الطريق، فلا تمل عنها، لئلا تهين الرّب الذي دلّك عليها، وتجعلك تتيه في سبل قلبك. إذا كانت الطريق ضيّقة أمامك فانظر إلى الغاية التي ستوصلك إليها. إذا ما كنت ترى أول نقطة في طريق الكمال، ستقول حتمًا “رأَيتُ حَدًّا لِكُلِّ كَمال أَمَّا وَصِيَّتُكَ فما أَرحَبَها!” (مز 119[118]: 96). وإذا لم يبلغ نظرك هذه الهوة، أصغِ فقط إلى ما يقوله إشعيا:” ويَكونُ هُناكَ مَسلَكٌ وطَريق يُقالُ لَه الطَّريقُ المُقَدَّس… يَسيرُ فيه المُخَلَّصون… والَّذينَ فَداهُمُ الرَّبّ يَرجِعون ويَأتونَ إِلى صِهْيونَ بِهُتاف ويَكونُ على رُؤُوسِهم فَرَحٌ أَبَدِيّ وُيرافِقُهمُ السُّرورُ والفَرَح وتَنهَزِمُ عَنهمُ الحَسرَةُ والتَّأَوُّه” (إش 35: 8-10). كل من يتأمل هذه الغاية، هذه الحدود، لن يجد أن الطريق ضيقة… لكنّه سيتّخذ أجنحة النسور ويحلّق نحو الغاية… فليوصلكم إلى هذه الغاية وليرافقكم من هو طريق المتسابقين وجزاء من يصل إلى الغاية: الرّب يسوع المسيح.
maronite readings – rosary.team