الثلاثاء، ١١ أبريل : القدّيس غريغوريوس الكبير
إلى ما يرمز البحر، إن لم يكن إلى عالمنا اليوم، الذي يتخبّط وسط أمواج الأعمال العاصفة واضطرابات الحياة الباطلة؟ وإلى ما يرمز الشاطئ إن لم يكن إلى خلود الراحة الأبديّة؟ كان التلاميذ يعملون بكدّ في وسط البحيرة بما أنّهم ما زالوا يتخبّطون وسط أمواج الحياة الفانية، لكنّ المخلّص كان يقف على الشاطئ، بعد قيامته من بين الأموات، لأنّه كان قد تخطّى حالة الجسد الضّعيف. من خلال هذه الوقائع الطبيعيّة، بدا أنّ الرّب يسوع المسيح كان يقول لهم بشأن سرّ قيامته: “لن أظهر لكم الآن في وسط البحر (راجع مت 14: 25) لأنّني ما عدت معكم وسط تخبّط الأمواج”. وفي نفس السّياق، قال أيضًا لتلاميذه في ظهور آخر: “ذلك كلامي الذي قُلتُه لكم إذ كُنتُ مَعَكم” (لو 24: 44). لم يقل ذلك لأنّه لم يعد معهم – إذ ها هو حاضرٌ وظاهرُ بينهم بجسده -لكنّ… جسده الممجَّد والخالد كان بعيدًا كلّ البعد عن أجسادهم الفانية: لقد قال لهم إنّه لم يعد معهم فيما هو واقف في وسطهم. في المقطع الإنجيلي الّذي نقرأه اليوم، أراد الرّب، من خلال موقع جسده “الجغرافي” أن يفهم تلاميذه ما سبق: ففيما التّلاميذ لا يزالون يبحرون في وسط اليم ها هو الرّب قد أصبح على الشّاطئ.
maronite readings – rosary.team