الثلاثاء، ١١ أكتوبر : القدّيس أوغسطينُس
“اِفرَحوا في الرَّبِّ دائِمًا، أُكرِّرُ القَولَ: افرَحوا.” (في 4: 4). يأمرنا الرسول بولس بأن نكون فرحين بالرَّب ولكن ليس بحسب العالم. كما كُتب: “مَن أَرادَ أَن يَكونَ صَديقَ العالَم أَقامَ نَفْسَه عَدُوَّ الله” (يع 4: 4). كما وأنّه لا نستطيع أن نخدم سيّديَن (راجع مت 6: 24) هكذا لا نستطيع، في الوقت نفسه، أن نكون فرحين في العالم وفي الربّ. لينتصر إذًا الفرح في الربّ، إلى أن يختفي الفرح بحسب العالم؛ فليزِد فرح الربّ دائمًا… لا أقول هذا لأنّه لا يجب أن نفرح فيما نحن نحيا في هذا العالم، ولكن حتّى وإن كنّا عائشين في هذا العالم، يجب أن نكون فرحين في الربّ. لكن يمكن أن يقول أحدهم: “أنا في العالم؛ إذا كنت فرحًا، أنا فرح أينما كنتُ.” وماذا إذًا؟ ألأنّك في العالم لا تكون في الربّ؟ اسمع ما يقوله بولس الرسول مرّة أخرى…عن موضوع الإله والربّ خالقنا: “ففيهِ حَياتُنا وحَرَكَتُنا وكِيانُنا” (أع 17: 28). لأنّ الّذي هو في كلّ مكان، أيوجد مكان ليس موجودًا فيه؟ أليس هذا ما يحثّنا عليه؟ “إِنَّ الرَّبَّ قَريب. لا تَكونوا في هَمٍّ مِن أَيِّ شيءٍ كان” (في 4: 5-6). إنّ هذا لسرّ عظيم: صعد إلى ما فوق السماوات، وهو قريب جدًّا من ساكني الأرض. مَن هو في الوقت ذاته قريب وبعيد، إلّا الّذي اقترب منّا كثيرًا بالرحمة؟
maronite readings – rosary.team