الثلاثاء، ١٢ سبتمبر : القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ
ثمّة نوع من الثراء يزرع الموت أينما حلّ: تحرّروا منه وستنالون الخلاص. طهّروا نفوسكم واجعلوها فقيرةً لكي تسمعوا نداء المخلّص الذي يكرّر على مسامعكم: “تعالَ فاتْبَعْنِي”. فهو الطريق الذي يسلكه كلّ مَن لديه قلب طاهر، ونعمة الله لا تنسكب في النفوس التي تكبّلها الممتلكات الماديّة وتمزّقها. وكلّ مَن يعتبر أنّ ثروته وماله ومنزله وممتلكاته هي عطيّة من الله، يعبّر عن امتنانه للآب السماويّ من خلال مساعدة الفقراء. وهو يعلم بأنّه يمتلك تلك الأشياء كلّها ليخدم بها إخوته أكثر من نفسه، ويبقى سيّدًا على ثروته بدلَ أن يكون عبدًا لها. وهو لا يتمسّك بممتلكاته ولا يجعل حياته مكبّلةً بها، بل يواصل عمله الإلهي بلا كلل. وإذا خسر يومًا ما ثروته، يقبل خسارته بقلب حرّ. هذا هو الذي يدعوه الله طوباويًّا “وفقيرًا في الرُّوح”، والذي يرث حتمًا ملكوت السماوات (راجع مت 5: 3)… وفي المقابل، ثمّة مَن يملأ قلبه بثرواته بدلَ أن يمتلئ من الرُّوح القدس. هذا هو الذي يتمسّك بأمواله وأراضيه ويكدّس الثروات بلا حدود، وكلّ ما يهمّه هو أن يجمع المزيد والمزيد منها. هو لا يرفع عينيه أبدًا إلى السماء ويقع فريسةً لِفِخَاخ هذا العالم لأنّه تراب وإلى التراب يعود (راجع تك3: 19). كيف لهذا المرء أن يشعر بشوق إلى ملكوت الله، وبدل من أن يحمل في داخله قلبًا فهو يحمل في داخله حقلاً أو منجمًا؟ فالموت سيباغته لا محالة بسبب رغباته المنحرفة، “فحَيثُ يكونُ كَنزُكَ يكونُ قلبُكَ” (مت 6: 21).
maronite readings – rosary.team