الثلاثاء، ١٢ يوليو : القدّيس يوحنّا الصليب
إنّ طهارة القلب تتوافق مع درجة الحبّ ونعمة الربّ؛ وحين أعلن مخلّصَنا “الطوبى” لأطهار القلوب (راجع مت 5: 8)، فهو كان يتكلّم عن الممتلئين حبًّا، لأنّ الغبطة تُمنح لنا وفقًا لدرجة محبّتنا. مَن يحبّ الربّ فعلاً لا يخجل ممّا يفعله من أجل الربّ، ولا يخفي ذلك بإرباك، حتّى لو تعرّض للإهانة من قبل العالم كلّه. مَن يحبّ الربّ فعلاً، يعتبر أنّ خسارة كلّ الأمور المخلوقة وخسارة نفسه محبّة بالربّ هي مكسبٌ ومكافأة. ومَن يعمل للربّ بحبٍّ طاهر لا يبالي بإبراز نفسه أمام الناس فحسب، لكنّه لا يعمل حتّى لإبراز نفسه أمام الربّ. إنّه لأمر مهمّ جدًّا أن نَتَمَرَّس في عيش الحبّ المقدّس لأنّ النفس التي تبلغ الكمال وأقصى درجات الحبّ لا تتأخّر في رؤية وجه الربّ، إن كان في هذه الحياة أو في الحياة الأخرى. مَن يملك قلبًا طاهرًا يستفيد أيضًا من الارتفاع ومن الانحدار ليصبح طاهرًا أكثر، فيما القلب غير النقيّ لا يستخدم ذلك سوى لإنتاج المزيد من ثمار الدنس. ينهل القلب من كلّ شيء معرفة للربّ لذيذة وطاهرة، وروحيّة، ومليئة بالفرح والحبّ.
maronite readings – rosary.team