الثلاثاء، ١٤ نوفمبر : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
إنّ الرّب يسوع هو رسول الآب. ومنذ بدء رسالته “دَعا الَّذينَ أَرادَهم هو فأَقبلوا إِلَيه. فَأَقامَ مِنهُمُ ٱثنَي عَشَرَ يَصحَبونَهُ، فَيُرسِلُهم يُبَشِّرون” (مر 3: 13-14). وقد أصبحوا من ذلك الحين “رُسُله” (وهذا معنى اللفظة اليونانيّة apostoloi). وبهم تُتابَع رسالته الخاصة: “مَن قَبِلَكم فقد قَبِلَني”، هكذا قال الرّب للاثني عشر (مت 10: 40). لقد ضمّهم الرّب يسوع إلى الرِّسالة التي قَبِلها من أبيه: فكما “لا يَستَطيعُ الابنُ أَن يَفعَلَ شيئًا مِن عندِه بل لا يَفعَلُ إِلاَّ ما يَرى الآبَ يَفعَلُه” (يو 5: 19)، بل يقبل كلّ شيء من الآب الذي أرسله، كذلك أولئك الذين يُرسلهم الرّب يسوع لا يستطيعون أن يفعلوا شيئًا بدونه (راجع يو 15: 5)، هو الذي ينالون منه تفويض الرِّسالة وسلطان القيام بها. فرسل الرّب يسوع المسيح يعلمون بأنّ الله أقامهم “خَدَمة عهدٍ جديد” (2كور 3: 6)، “خَدَمَة الله” (2كور 6: 4)، “سفراء المسيح” (2كور 5: 20)، “خُدّام المسيح ووكلاءَ أسرار الله” (1كور 4: 1). في مهمّة الرسل ناحيةٌ لا يمكن أن تكون في غيرهم: وهي أنّهم الشهود المختارون لقيامة الربّ وأركان الكنيسة. ولكن هنالك وجهًا لمهمّتهم ثابتًا. فقد وعدهم المسيح بأن يبقى معهم إلى منتهى الدهر (راجع مت 28: 20). “إنّ هذه المهمّة الإلهيّة التي أناطها المسيح بالرسُل يجب أن تستمرّ حتّى منتهى العالم، بما أنّ الإنجيل الذي يجب أن يسلِّموه هو للكنيسة، في كلّ زمان، مبدأ الحياة كلّها. لذلك اهتمّ الرسل بأن يقيموا لهم… خلفاء” (المجمع الفاتيكاني الثاني – الكنيسة 20).
maronite readings – rosary.team