الثلاثاء، ١ نوفمبر : إسحَق النجمة
“وَجَلَسَ … فشَرَعَ يُعَلِّمُهم”. كم كنت أتمنّى أن أجلس مع الرّب يسوع على الجبل، وأن أجلس عند قدميه وأتلّقى تعاليمه. وهو يقف بين الحشود، يمشي ويعمل ويتعب، وهم يحثّونه حتى يكاد يكون مستحيلاً أن يأكل هو أو تلاميذه خبز الحياة والفطنة، وأن يشربوا من مياه الحكمة، التي نشربها في الهدوء، وهي ما يسعى إليها أولئك الذين يتمتعّون بالسلام لأن البئر عميقة… وهو فتح فمه إذًا ليتحدّث إلى قلب أورشليم، وتكلّم معه في الصحراء، أي على الجبل وقال، “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح”. والغبطة ذاتها تتحدّث عن السعادة؛ والفقير الاختياري عن الفقر؛ والملك عن المملكة؛ والعذب عن العذوبة؛ والمعزّي عن التعزية؛ والخبز الحقّ عن الشبع؛ وحتى الرحمة تتحدّث عن الرحمة؛ ونقاوة القلوب عن تنقية القلوب؛ والسلام الحقّ والابن من حيث الطبيعة عن المصالحة وعبادة الابن. “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح” ويا لحكمته إذ يعرض منذ البداية على الجموع ما يبحث عنه كلّ جمعٍ… فمن لا يريد أن يكون سعيدًا؟ ولم في الإنسانية هذه الخصومات والصراعات والنشاطات والمساعي والمعاكسات التي نتسبب بها أو نتعرّض لها؟ أليس الغرض منها كلّها أن ننتزع بطريقةٍ أو بأخرى وعلى نحو ما نستطيع ما يبدو أنه قد يؤدّي إلى السعادة؟ لذا فإن ذلك الذي يعلّم جميع البشر يستهل بالتحدّث إلى أولئك الذي يضلّون … وهو “الطريق والحقّ والحياة” يستهّل كلامه هكذا “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح”. (المراجع الكتابيّة: مر 6: 31؛ يو 6: 35؛ سي 15: 3 + 38 + 24 ؛ يو 4: 11؛ إش 40: 2؛ هو 2: 16؛ يو 14: 16؛ يو 6: 30؛ يو 14: 6).
maronite readings – rosary.team