الثلاثاء، ٢١ يونيو : غييوم دو سان تييري
“مَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب رُوحُ الحَقِّ المُنبَثِقُ مِنَ الآب فهُو يَشهَدُ لي”… “فمَن مِنَ النَّاسِ يَعرِفُ ما في الإِنسانِ غَيرُ روحِ الإِنسانِ الَّذي فيه؟ وكذلِكَ ما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ مما في اللهِ غيرُ رُوحِ اللّه” (راجع يو 15: 26 + 1كور 2: 11). سارعْ إذًا إلى التفاعل مع الرُّوح القدس… حِينَئذٍ، تلمع أمامكَ الحقيقة التي كان يمكن أن تقولها الحكمة للتلاميذ (راجع 1كور 1: 24) خلال مرورها على الأرض، تلك الحقيقة التي كانوا عاجزين عن تحمّلها قبل حلول روح الحقّ الذي سيُرشدهم إلى الحقّ كلّه. “إنَّ الله رُوحٌ”(يو 2: 24) وكما أنّ أولئك الذين يعبدون الله، يجب أن يعبدوه “بالرُّوحِ والحَقّ” (يو 2: 24). وأولئك الذين يرغبون في التعرّف إليه، يجب ألاّ يبحثوا عن ذكاء الإيمان سوى من خلال الرُّوح القدس… وسط ظلمات هذه الحياة وجهلها، هو النور المضيء للمساكين بالرُّوح (راجع مت 5: 3)، والرحمة التي تجذب، والعذوبة التي تستحوذ على الرُّوح، ومحبّة الذي يحبّ، وتفاني الذي يبذل نفسه دون تحفّظ. هو الذي يكشف أمام المؤمنين عدل الله، من قناعة إلى أخرى؛ ويعطي “نِعْمَةً عَلَى نِعْمَة” (راجع يو 1: 16)، كما يعطي الإيمان للمُؤمِنِ الّذِي يصغي إلى الكلمة.
maronite readings – rosary.team