الثلاثاء، ٢٥ مارس : طَرطِليانُس

لماذا ولد ابن الله من عذراء؟ لقد كانت هنالك حاجة إلى طريقة جديدة للولادة لذاك الذي سوف يضع نظامًا جديدًا للولادة. لقد تنبّأ إشعيا بأنّ الربّ سيعلن عن هذه الأعجوبة بعلامة. ما هي العلامة؟ “ها إِنَّ العَذراءَ تَحْمِلُ فتَلِدُ ابنًا يُسمُّونَه عِمَّانوئيل”. نعم، إنّ العذراء قد حملت، وولدت عِمَّانُوئِيل أي “اللهُ مَعَنَا” (إش 7: 14؛ مت 1: 23). وهذا هو نظام الولادة الجديد: الإنسان يولد في الله لأنّ الله يولد في الإنسان. تجسّد الله ليجدّد الجسد عبر الزرع الجديد للروح وليمحو كلّ أخطائه الماضية. إنّ هذا النظام الجديد قد تمّت النّبوءة به في العهد القديم؛ ففي المشروع الإلهي، وُلد الإنسان الأوّل لله من خلال عذراء. في الواقع، كانت الأرض لا تزال عذراء، ولم تكن قد تأثّرت بعد بعمل الإنسان، ولم تكن قد ألقيت فيها البذور عندما أخذ الله “تُرابًا مِنَ الأَرض وجَبَلَ الإِنسانَ ونَفخَ في أَنفِه نَسَمَةَ حَياة، فصارَ الإِنسانُ نَفْسًا حَّيَة” (تك 2: 5-7). فإذا كان آدم الأوّل قد كُوِّن من تراب الأرض، فمن الطبيعي أن يولد الثاني الذي دعاه الرسول بولس “آدم الجديد” من الله من أرضٍ عَذْرَاء، أي من جسد تبقى عذريّته مصانة ليِتَحَوّل إلى “رُوحٍ مُحْيِي” (1كور 15: 45). عندما حاول الله استرداد “صُورَتَهُ كَمِثَالِهِ” (تك 1: 26) الَّتي وقعت في قبضة الشيطان، تصرّف كما فعل حين خلقها. كانت حواء لا تزال عذراء عندما سمعت الكلام الذي كان من شأنه أن ينتج الموت؛ لذا، كان يجب أن يولد من عذراء كَلِمَةُ الله الذي كان سيشيد مدماك الحياة. آمنت حواء بما قالته الحية؛ فيما آمنت مريم بما قاله جبرائيل. لقد محت مريم بإيمانها خطيئة حواء التي ارتكبتها بسبب إيمانها الخاطئ. كان كلام الشيطان بالنسبة إلى حواء الزرع الذي سبّب لها الذلّ ومشقّات الحمل (راجع تك3: 16)، وأنجبت مَن سيكون قاتلاً لأخيه (راجع تك4: 8). أمّا مريم، فقد ولدت الابن الَّذِي سيخلّص إسرائيل، أخيه.
maronite readings – rosary.team