الثلاثاء، ٢٦ يوليو : جوليانا من نورويتش
تبادر إلى ذهني طريقة صلاتنا المعتادة، وكيف إننا بواقع الجهل والنّقص في اختبار المحبة نسارع إلى طلبات متعدّدة. لقد فهمت حقيقة أن الله يتمجّد أكثر ويُسَرُّ أكثر حين نصلي له متحلّين بكامل الثقة في طيبته بكل بساطة. وكلّ الوسائل التي نستخدمها لنصلّي هي قليلة ولا تمجّد الله بالشكل الكافي. لأنّ كل شيء بدون استثناء موجود في طيبته ولا شيء ينقص فيها… إن الصلاة الأسمى هي معرفة طيبة الله الذي تواضع وتنازل ليلبي حاجاتنا الأرضية. وهذه المعرفة هي شرارة نفسنا التي تنفح فينا الحياة وتجعلنا ننمو في النعمة وفي الفضيلة، هي الصفة السماوية الأقرب إلى طبيعتنا الفقيرة والتي توصلنا إلى النعمة بسرعة. هذه النعمة التي تبحث عنها نفسنا باستمرار، إلى أن نعرف حقًا بأن الله يغمرنا كلّنا. والله العلي يحبّ نفسنا لدرجة أن محبّته تلك تفوق معرفة كل خليقة؛ فلا يمكن لأي خليقة على وجه الأرض أن تعرف عمق محبّة الخالق وطيبته وحنانه تجاهنا نحن البشر. ولكننا نستطيع بفعل نعمته ومساعدته لنا أن نتأمّل روحيًا ونتعجّب بلا انقطاع من هذا الحبّ السامي والفيّاض واللامحدود الذي يحمله الله لنا من خلال طيبته. ولذلك، يمكننا أن نطلب إليه كلّ ما نحتاج إليه ولنا ثقة متواضعة، لأن إرادتنا بطبيعتها تريد الله وإرادة الله الطيبة تريد امتلاكنا. لن تتوقف هذه الرغبة وهذه الإرادة إلى أن نجد الله ويكون لنا ملء الفرح.
maronite readings – rosary.team