الثلاثاء، ٢٧ سبتمبر : الطّوباويّ بولس السادس، بابا روما من 1963 إلى 1978
إنّ الرّب يسوع المسيح الذي، في حياته، عمِل دائمًا بما كان يعلّم، أمضى أربعين يومًا وأربعين ليلة في الصوم والصلاة قبل البدء برسالته. لقد بدأ رسالته العلنيّة بهذه العبارة السارّة: “حانَ ٱلوَقتُ وَٱقتَرَبَ مَلَكوتُ ٱلله…”، مضيفًا هذه الوصيّة على الفور: “فَتوبوا وَآمِنوا بِٱلبِشارَة” (مر 15:1). بطريقة أو بأخرى، تتلخّص الحياة المسيحيّة بأكملها في هذه الكلمات. ليس بالإمكان الوصول إلى الملكوت المُعلَن من الرّب يسوع المسيح إلا بالتغيير والتجدّد الحميم والكامل للإنسان بكليّته… إنّ دعوة ابن الله إلى التّجدُّد الكامل تُلزِمنا؛ إذ إنّه لم يبشّرنا بها فحسب، لكنّه قدّم نفسه كمثال. فالرّب يسوع المسيح هو في الواقع النموذج الأعلى للتائبين. فهو قد أراد أن يتألّم ليس بسبب خطاياه، وإنّما تكفيرًا عن خطايا الآخرين. عندما يضع الإنسان نفسه أمام الرّب يسوع المسيح، يضيء عليه نور جديد: فيدرك قداسة الله وفداحة الخطيئة. فبكلمة الرّب يسوع المسيح، تنتقل إليه الرسالة التي تدعو إلى الارتداد وتمنح غفران الخطايا. يتلقّى الإنسان إذًا هذه المواهب بالملء في المعموديّة، التي تُهيِّئه لآلام الربّ وموته وقيامته. يتمّ وضع حياة المعمَّد الآتية برمّتها تحت علامة هذا السرّ. يجب على كلّ مسيحيّ إذًا أن يتبع المعلّم بالتخلّي عن نفسه، وبحمل صليبه والمشاركة في آلام الرّب يسوع المسيح. وهكذا، إذ يتجلّى في صورة موته، يصبح قادرًا على التأمّل بمجد القيامة. ويتبع المعلّم أيضًا بأن يحيا ليس لأجل ذاته، بل لأجل الذي أَحَبَّه وبذل نفسه لأجله (راجع غل 2: 20)، وبأن يحيا لإخوته، مُتَمِّمًا في جسده (أي جسد الإنسان) “ما نَقَصَ مِن شَدائِدِ المسيح في سَبيلِ جَسَدِه الَّذي هو الكَنيسة” (كول 1: 24).
maronite readings – rosary.team