الثلاثاء، ٢٨ مارس : القدّيس أوغسطينُس
“وكانَ عيدُ الأَكْواخِ عِندَ اليَهود قَريباً. فقالَ لهُ إِخوَتُه: اِذهَبْ مِن ههُنا وامضِ إِلى اليَهودِيَّة، حتَّى يَرى تَلاميذُكَ أَيضاً ما تَعمَلُ مِنَ الأَعْمال… فقالَ لهُم يَسوعُ: لم يَأتِ وَقتي بَعد. وأمَّا وَقتُكم فهوَ مُؤاتٍ لكم أبَدًا” (يو7: 2-3 +6)… ردَّ الرّب يسوع على الذين كانوا ينصحونَه بالبحثِ عن المجد قائلاً: “لم يَأتِ وَقتي بَعد”. لنتأمّل عمق هذه الفكرة: هم يدفَعونَه إلى طلب المجد، لكنّه يريد أن يأتي الاتّضاع قبل الارتفاع؛ هو يريدُ أن يشقّ طريقه نحو المجد عبر الاتّضاع. أمّا تلميذاه اللذان طلبا منه أن يجلسا، الواحد عن يمينِه والآخر عن شِمالِه (راجع مر10: 37)، فكانا هما أيضًا يبحثان عن مجد هذا العالم: هما لم يَريا سوى نهاية الطريق بدون أن يأخذا بعين الاعتبار الدرب المؤدّي إليها. لذا، دعاهما الربّ إلى الدرب الحقيقيّ، كي يبلغوا الملكوت كما يجب. فالملكوت سامٍ، لكنّ الدرب متواضع. الملكوت هو حياة الرّب يسوع المسيح، والدرب هو موته. الملكوت هو منزل الرّب يسوع المسيح، أمّا الدرب فهو آلامه. إذًا، ليَكنْ قلبنا مستقيمًا. فإنّ ساعتَنا لم تأتِ بَعد. فلنُصغِ إلى ما قال الرّب يسوع لأولئك الذين يحبّون هذا العالم: “لم يَأتِ وَقْتي بَعْد، وأَمَّا وَقْتُكم فهوَ مُؤاتٍ لَكم أَبَداً”. فلنَتَجرّأ نحن أيضًا ولنَقُلْ ذلك. نحن الذين نُشكِّل جسد ربِّنا يسوع المسيح، نحن الذين نُشكِّل أعضاءه، نحن الذين نعترفُ به بفخر كقائد لنا، نُردِّدُ هذه الكلمات لأنّه قالها أوّلاً من أجلنا. حين يهينُ محبّو هذا العالم إيمانَنا، فلنَقلْ لهم: “إنّ الوَقتُ في كُلِّ حينٍ وَقتُكُم، أمّا وقتُنا فما جاءَ بعد”. فمتى يأتي وقتُنا إذًا؟ في الواقع، قال لنا القدّيس بولس: “لأَنَّكم قد مُتُّم وحَياتُكم مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله. فإِذا ظَهَرَ المسيحُ الَّذي هو حَياتُكم، تَظَهَرونَ أَنتُم أَيضًا عِندَئِذٍ معَه في المَجْد” (كول 3: 3). إنّ حَياتنا “مُحتَجِبةٌ معَ المسيحِ في الله “. قد نقولُ في الشتاء عن شجرة التين أو الإجاص أو أيّ شجرة ثمار أخرى إنّها يابسة. خلال فصل الشتاء، تبدو خالية من أيّ حياة. إنّما يأتي فصل الصيف ليُثبتَ لنا ولنحكم أنّها حيّة. أمّا صيفُنا نحن، فهو تجلّي الرّب يسوع المسيح. سيظهرُ الله بوضوح، لن يصمتَ إلهُنا.
maronite readings – rosary.team