الثلاثاء، ٢ نوفمبر : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
أجل، نحن نعلم بأنّه “ماذا يَنفَعُ الإِنسانَ لو رَبِحَ العالَمَ كُلَّه، وفَقَدَ نَفْسَه أَو خَسِرَها؟” (لو 9: 25). غير أنّ انتظار الأرض الجديدة بدلاً من أن يخفّف من اهتمامنا باستثمار هذه الأرض، يجب بالأحرى أن يوقظَها فينا: فجسمُ العائلة الإنسانيّة الجديدة ينمو فيها، راسمًا الخطوط الأولى للعالم الآتي. لذا، وإن ميّزنا تمييزًا دقيقًا بين التقدّم الأرضي ونمو ملكوت الرّب يسوع المسيح، فإنّ لهذا التقدّم أهميّة كبرى بالنسبة إلى ملكوت الله بقدرِ ما يمكنُه أن يساهمَ في تنظيمٍ أوفى للمجتمع الإنساني. فهذه القيم من كرامةٍ وشركةٍ وحرية، كلّ هذه الثمار الممتازة التي أنتجتْها طبيعتنا ومهاراتنا والتي نكون قد نشرناها على الأرض وفقًا لوصيّة الربّ وبِحَسَب رُوحِهِ، سنجدها فيما بعد، مُطَهَّرةً من كلّ وصمةٍ، متلألِئَةً متّشحةً حلّةً جديدة، عندما يسلّم الرّب يسوع المسيح إلى أبيه “ملكوتًا أبديًّا شاملاً: ملكوتَ حقيقةٍ وحياة. ملكوتَ قداسةٍ ونعمة، ملكوتَ برٍّ وحبٍّ وسلام” (رو 8: 19–21). إنّ الملكوتَ حاضرٌ الآن بشكل سري على الأرض، وسيبلغ كمالُهُ عند عودة الربّ.
maronite readings – rosary.team