الثلاثاء، ٣١ ديسمبر : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
أيّها الإخوة، عندما ذهبنا بالرُّوح إلى بيت لحم في يوم الميلاد، حيث صار الكلمة الإلهيّ جسداً، كان أمام أعين إيماننا سرّ لا يُسبَر أي سرّ الله المتجسّد لنا نحن البشر ولخلاصنا. لكنّ هذا السرّ يلبس في الوقت نفسه شكل الأُسرة المعروف من قِبَلِنا، أي الأُسرة البشرية. في الواقع، منذ تلك الليلة عندما ولدت مريم العذراء، خطِّيبة يوسف، الرّب يسوع بالجسد، ظهرَت هذه العائلة التي تُجلّها الكنيسة اليوم بتفانٍ. بدءًا من هذه العائلة المقدَّسة التي من بيت لحم والناصرة، التي أصبح ابن الله ذاته ابنًا لها، تفكّر الكنيسة اليوم بكلّ أُسرة في العالم. تتوجّه إلى كلٍّ منها، وتصلّي لكلّ واحدة فيها. هذا العيد هو يوم الأسرة. فكما أنّ عائلة الناصرة كانت مكان المحبّة المتميِّز، وكانت البيئة الخاصّة التي ساد فيها الاحترام المتبادَل للأفراد الواحد للآخَر ولدعوتهم، وكما كانت أيضاً أوّل مدرسة حيث عِيشَت الرسالة المسيحيّة بشكلٍ كثيف، كذلك فإنّ الأسرة المسيحيّة هي بالتالي -أو بالأحرى يجب أن تكون- جماعة حبّ وحياة، اللذين يشكّلان قيمَتَيها الأساسيّتَين. في هذا اليوم، أدعوكم جميعاً أن تتأمّلوا وتعيشوا بوعيٍ ما ينتظره الله، وما تنتظره الكنيسة، وما تنتظره جميع الإنسانيّة اليوم من الأسرة. أدعوكم للاتحاد معي في الصلاة لجميع الأُسَر: أيّها الآب الّذي “مِنهُ تَحصُلُ كُلُّ ذُرِّيَّةٍ عَلى ٱسمِها في ٱلسَّماءِ وَٱلأَرض” (أف 3: 15)، أنت أيّها الآب، يا مَن هو الحبّ والحياة، اجعل على هذه الأرض، بابنك يسوع المسيح، المولود من امرأة، وبالرُّوح القدس، منبع الحبّ الإلهيّ، أن تصبح كلّ أسرة معبداً حقيقيّاً للحياة والحبّ، للأجيال التي تتجدّد باستمرار. لِتوَجِّه نعمتك أفكار وأفعال الأزواج نحو الخير الأعظم لأُسَرِهم؛ ليكن الحبّ، الذي تعزّزه نعمة السرّ، أقوى من كلّ الأوهان والأزمات. وأعط الكنيسة أن تستطِيع إثمار مُهمّتها في الأسرة ومن خلالها.
maronite readings – rosary.team