الثلاثاء، ٤ أكتوبر : لاون الثالث عشر، بابا روما من 1878 حتّى 1903
يتعلّم المعوزين من الكنيسة، بحسب حكم الله ذاته، أنّ الفقر ليس هوانًا وأنّه لا يجب الخجل من الواجب بأن يُكسب الخبز بالعمل. هذا ما أكّده يسوع المسيح ربّنا بمثله، إذ “افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ” (2 كور 8: 9) من أجل خلاص البشر. بكونه ابن الله والله نفسه، أراد أن يكون بعيون العالم ابن النجّار؛ أخذ به الأمر إلى حدّ أنّه أمضى قسمًا كبيرًا من حياته يعمل ليكسب عيشه: “أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم” (مر 6: 3). كلُّ مَن يضع نُصبَ نظره النموذج الإلهيّ، يفهم بسهولة ماذا سنقول: إنّ كرامة الإنسان الحقيقيّة وامتيازه موجودة في هذه الآداب، أي في فضيلته؛ الفضيلة هي ميراث الفانون المشترك، وهي في متناول الجميع، صغارًا وكبارًا، فقراء وأغنياء؛ وحدهم الفضيلة والاستحقاقات، أينما وجدوا، ينالوا مكافأة الطوبى الأبديّة. وبالأكثر فإنّ قلب الله يظهر وكأنّه منحنيًا أكثر على المعوزين. لقد سمّى الرّب يسوع المسيح الفقراء طوباويّين؛ إنّه يدعو المتألّمين طالبًا منهم أن يأتوا إليه ليعزّيهم (راجع مت 11: 28)؛ إنّه يقبّل بمحبّة أكثر حنانًا الصغار والمضطهَدين. من المؤكّد أنّ هذه العقائد أُعدّت جيِّدًا لكي تجعل النّفس المتعالية بالغنى متواضعة ومتعاطفة أكثر، كي ترفع شجاعة أولئك الّذين يتألّمون وتلهمهم الثقة. إنّها تقلّل المسافة الّتي تضعها الكبرياء بطيبة؛ فننال وبدون صعوبة امتداد يد العون من كلّ جهة وتتوحّد الإرادات في مودّة واحدة.
maronite readings – rosary.team