الثلاثاء، ٥ أكتوبر : الطوباويّ شارل دو فوكو
فلنَرجُ، فلنَرجُ، نحن جميعًا الذين نبكي، والذين نذرف الدموع البريئة؛ فلنَرجُ، إن كنّا نبكي آلام جسدنا أو نفسنا: فهي بمثابة مطهر لنا، ويستخدمها الله لجعلنا نرفع عيوننا نحوه، ولتطهيرنا ولتبريرنا. لنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي آلام الآخرين، لأنّ هذه الرأفة هي بإلهام من الله وتروقه كثيرًا؛ ولنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي خطايانا، لأنّ هذا الندم موجود في نفوسنا نتيجة عمل الله فينا. ولنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي بقلب طاهر خطايا الآخرين، لأنّ هذا الحبّ لمجد الله ولتبرير النفوس هو بإلهام من الله ويعتبر من النِّعَم الكبرى. فلنَرجُ، إن كنّا نبكي شوقًا لرؤية الله وألمًا نتيجة الافتراق عنه؛ لأنّ هذه الرغبة المُحِبّة هي نتيجة عمل الله فينا. ولنَرجُ أكثر إن كنّا نبكي فقط لأنّنا نحبّ، بدون أن نرغب في شيء وأن نخشى شيئًا، متمنّين كلّ ما يريده الله ولا شيء آخر، وسعداء بمجده ومتألّمين من عذاباته الماضية، وباكين تارةً نتيجة الحسرة على ذكرى آلامه، وطورًا نتيجة الفرح لفكرة صعوده ومجده، وأحيانًا نتيجة التأثّر من شدّة حبّنا له! يا ربّي يسوع الحنون، اجعلني أبكي لهذه الأسباب كلّها؛ اجعلني أزرف كلّ الدموع الناتجة عن الحبّ فيك، ومن خلالك ومن أجلك. آمين.
maronite readings – rosary.team