الثلاثاء، ٧ سبتمبر : القدّيس أثناسيوس
بعد موت والديه، كان عمر أنطونيوس بين الثماني عشرة والعشرين سنة… دخل الكنيسة في أحد الأيّام وقت تلاوة الإنجيل، وسمع الربّ يقول لرجل غنيّ: “إِذا أَرَدتَ أَن تكونَ كامِلاً، فاذْهَبْ وبعْ أَموالَكَ وأَعْطِها لِلفُقَراء، فَيكونَ لكَ كَنزٌ في السَّماء، وتَعالَ فاتبَعْني” (مت 19: 21). شعر أنطونيوس بأنّ هذه القراءة موجّهة له. فخرج حالاً وأعطى أهل القرية أملاكه العائليّة. وبعد أن باع كلّ ممتلكاته، وزّع على الفقراء كلّ المال الذي حصل عليه، ولم يُبقِ سوى حصّة صغيرة منه لأخته. دخل الكنيسة مرّة أخرى، وسمع الربّ يقول في الإنجيل: “لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه” (مت 6: 34). لم يتحمّل أنطونيوس أنّه أبقى بعض الأموال جانبًا، فوزّعها كذلك على أكثرهم فقرًا. عهد بأخته إلى عذارى معروفات ومؤمنات، كُنَّ يَعِشْنَ في منزل مع بعضهنّ البعض، لكي تتعلّم هناك. وبعدها كرّس نفسه، قرب منزله، لعمل الحياة التقشفيّة. وإذ كان متيقّظًا على نفسه، واظب على عيش حياة تقشّف… كان يعمل بيديه، لأنّه سمع هذه الكلمة: “إِذا كان أَحدٌ لا يُريدُ أَن يَعمَل فلا يَأكُل” (2تس3: 10). كان يشتري خبزه ببعض ما كان يكسبه ويوزّع الباقي على المُعْوَزين. كان يصلّي بدون انقطاع، لأنّه تعلّم أنّه يجب “المواظبة على الصلاة” (راجع لو 21: 36) على انفراد. كان منتبهًا للقراءة لدرجة أنّه لم يكن يفوّت أي تفصيل من الكتاب المقدّس، إنّما كان يحفظ كلّ شيء؛ لاحقًا كان يمكن لذاكرته أن تغنيه عن الكتب. كلّ سكّان القرية والأعيان الذين كانوا يزورونه عادةً، عند مشاهدتهم لطريقة حياته، كانوا يسمّونه صديق الله. بعضهم كان يحبّه مثل ابنه وبعضهم مثل أخيه.
maronite readings – rosary.team