الثلاثاء، ٨ أبريل : جان تولير

قَالَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ: “لَمْ يَأْتِ وَقْتِي بَعْدُ، وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَهُوَ مُؤَاتٍ لَكُمْ أَبَدًا… ٱصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى ٱلْعِيدِ، فَأَنَا لَا أَصْعَدُ إِلَى هٰذَا ٱلْعِيدِ، لِأَنَّ وَقْتِي لَمْ يَحِنْ بَعْدُ” (يو ٧: ٦ + ٨). مَا عَسَىٰ يَكُونُ هٰذَا ٱلْعِيدُ ٱلَّذِي يَدْعُونَا إِلَيْهِ رَبُّنَا، وَسَاعَتُهُ تَحِينُ فِي كُلِّ وَقْتٍ؟ إِنَّهُ ٱلْعِيدُ ٱلْأَكْثَرُ ٱرْتِفَاعًا وَٱلْأَكْثَرُ صِدْقًا، ٱلْعِيدُ ٱلْأَكْبَرُ هُوَ عِيدُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، أَيْ عِيدُ ٱلْغِبْطَةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، عِنْدَمَا نَلْتَقِي حَقًّا مَعَ ٱللّٰهِ وَجْهًا لِوَجْهٍ. لَيْسَ بِوُسْعِنَا ٱلتَّنَعُّمُ بِهٰذَا ٱلْعِيدِ عَلَىٰ هٰذِهِ ٱلْأَرْضِ، وَلٰكِنْ مَا يُمْكِنُنَا ٱلْحُصُولُ عَلَيْهِ هُوَ تَذَوُّقٌ مُسْبَقٌ لِذَاكَ ٱلْعِيدِ، ٱخْتِبَارٌ لِحُضُورِ رُوحِ ٱللّٰهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْفَرَحِ ٱلدَّاخِلِيِّ ٱلَّذِي يَهَبُنَا إِيَّاهُ، وَيَنْتُجُ عَنْهُ شُعُورٌ حَمِيمٌ لِلْغَايَةِ. يَجْدُرُ بِنَا ٱلْبَحْثُ ٱلدَّائِمُ عَنْ ٱللّٰهِ، فِي وَقْتِنَا ٱلَّذِي يُمْكِنُنَا دَائِمًا ٱلتَّحَكُّمُ بِهِ، وَٱتِّبَاعُ ٱلشُّعُورِ بِحُضُورِهِ فِي جَمِيعِ أَعْمَالِنَا، وَحَيَاتِنَا، وَإِرَادَتِنَا، وَحُبِّنَا. هَكَذَا، عَلَيْنَا ٱلتَّرَفُّعُ عَنْ أَنْفُسِنَا، عَنْ كُلِّ مَا لَيْسَ هُوَ ٱللّٰه، رَافِضِينَ أَنْ نَبْحَثَ وَنُحِبَّ أَحَدًا غَيْرَهُ بِكُلِّ طَهَارَةٍ. إِنَّ ٱلْوَقْتَ هٰذَا إِنَّمَا هُوَ فِي كُلِّ حِينٍ. ٱلْكُلُّ يَرْغَبُ فِي عَيْشِ فَرَحِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلْحَقِيقِيِّ، فَإِنَّ تِلْكَ ٱلرَّغْبَةَ طَبِيعِيَّةٌ، لِأَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يَرْغَبُ طَبِيعِيًّا فِي ٱلسَّعَادَةِ. وَلٰكِنَّ ٱلرَّغْبَةَ لَا تَكْفِي. عَلَيْنَا ٱلْبَحْثُ عَنْ ٱللّٰهِ وَٱتِّبَاعُهُ هُوَ. كَثِيرُونَ يُرِيدُونَ ٱلتَّنَعُّمَ بِٱلتَّذَوُّقِ ٱلْمُسْبَقِ لِيَوْمِ ٱلْعِيدِ ٱلْكَبِيرِ ٱلْحَقِيقِيِّ، وَيَتَذَمَّرُونَ مِنْ أَنَّهُ لَمْ يُعْطَ لَهُمْ. يَحْزَنُونَ عِنْدَمَا لَا يَخْتَبِرُونَ ٱلْعِيدَ وَحُضُورَ ٱللّٰهِ فِي صَلَاتِهِمْ، فِي صَمِيمِ قُلُوبِهِمْ. فَيُصَلُّونَ أَقَلَّ، وَبِرُوحٍ مُتَذَمِّرَةٍ، قَائِلِينَ إِنَّهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِٱللّٰهِ، وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ تُزْعِجُهُمُ ٱلْأَعْمَالُ وَٱلصَّلَاةُ. هٰذَا مَا يَجِبُ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ تَجَنُّبُ فِعْلِهِ. عَلَيْنَا دَوْمًا تَجَنُّبُ ٱلْقِيَامِ بِأَيِّ عَمَلٍ بِغَيْرَةٍ بَارِدَةٍ، لِأَنَّ ٱللّٰهَ حَاضِرٌ دَائِمًا مَعَنَا، حَتَّىٰ وَلَوْ لَمْ نَشْعُرْ بِهِ، فَهُوَ قَدْ صَعِدَ إِلَى ٱلْعِيدِ “خُفْيَةً، لَا عَلانِيَةً”.
maronite readings – rosary.team