الثلاثاء، ٩ نوفمبر : القدّيس كيرِلُّس
حين أصبح الرّب يسوع المسيح شبيهًا لنا، أي لمّا صار إنسانًا، مسحه الرُّوح وكرّسه، رغم أنّه الله بطبيعته… فهو يقدّس بنفسه جسده، وكلّ ما هو جدير بالتقديس في الخليقة. إنّ هذا السرّ الذي حصل في الرّب يسوع المسيح هو مبدأ مشاركتنا في الرُّوح والطريق المؤدّي إليه. ولنتّحد نحن أيضًا، ولنُصهَر في الوحدة مع الله وفيما بيننا، رغم كلّ الاختلافات الّتي تميّز شخصيّاتنا، وأرواحنا وأجسادنا، فقد ابتدع الابن الوحيد طريقة لجمعنا، بفضل الحكمة التي يمتلكها وبحسب مشيئة أبيه. بجسد واحد أي بجسده، يبارك الابن جميع المؤمنين به، ومن خلال الشركة السرّيّة، يجعلهم جسدًا واحدًا معه وفيما بينهم. فمَن يمكنه أن يفصل، مَن يستطيع أن يحرم من هذه الوحدة العضويّة أولئك الذين اتّحدوا في وحدانية المسيح بواسطة الجسد المقدّس وبواسطته فقط؟ فإن كنّا نتشارك الخبز نفسه، هذا يعني أنّنا نشكّل جسدًا واحدًا (1كور10: 17)، لأنّ المسيح غير قابل للتجزئة. لهذا السبب، دُعيت الكنيسة جسد الرّب يسوع المسيح، ونحن أعضاءه، بحسب عقيدة القدّيس بولس (أف 5: 30). حين نتّحد بالمسيح في جسده المقدّس، نستقبله، هو الوحيد وغير القابل للتقسيم، في أجسادنا الخاصّة. لذا، وُجب علينا أن نتعامل مع أجسادنا كما لو أنّها لم تعد ملكًا لنا.
maronite readings – rosary.team