الجمعة، ١٣ مايو : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
كان اليهود يأكلون الفصح وقوفًا، مُنتعِلين أحذيتَهم، العصى باليد ومُسرعين (راجع خر 12: 11). فَكم بالحري بكَ أنتَ، أن تبقى متيقّظًا! هم كانوا يتهيؤون للذهاب إلى أرض الميعاد وكانوا يتصرّفون إذًا كالمسافرين؛ أمّا أنتَ، فإنّ مسيرتَكَ هي نحو السماء. لذلك، علينا أن نبقى دومً متيقّظين وساهرين… إنّ أعداء الرّب يسوع قد جلَدوا جسدَه الطاهر دون أن يعلموا ما يفعلون (راجع لو 23: 34)؛ وأنتَ تستقبلُه في نفسٍ غير طاهرة بعد كلّ حسناته! لأنّه لم يكتفِ بأن يتجسّد، ويُجلد ويموت عنّا: لقد أرادَ أيضًا أن يتّحد بنا، ليس بالإيمان فقط، بل في جعلِنا نشارك حقيقةً بجسده. خُذْ بعين الاعتبار الشرف الكبير الذي تحصلُ عليه وإلى أيّ مأدبة أنتَ مدعو. ما لا يراهُ الملائكة إلا مُرتَجفين، ما لا يجرؤون على النظر إليه إلاّ مُرتَعدين لبريقه المشعّ، نجعلُه غذاؤنا، ونستوعبُه ونصبح مع المسيح جسدًا واحدًا ولحمًا واحدًا. “مَن ذا الذي يُحَدِّثُ بِمَآثِرِ الربّ ويُسمعُ تَسبِحَته كلّها؟” (مز106[105]: 2). هل هناك من راعٍ غذّى حملانه من جسده الخاص؟ … يحدث دائمًا أن توكل أمّهاتٌ أطفالهنّ إلى مرضعات. إن الرّب يسوع المسيح لا يتصرّف على هذا المنوال: إنّه يغذّينا من دمه الكريم، ويجعلنا نشكّل جسدًا واحدًا متّحدًا معه.
maronite readings – rosary.team