الجمعة، ١٤ مارس : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم

إنّ الرّب يسوع المسيح يطلبُ منّا أمرين: إدانة خطايانا ومغفرة خطايا الآخرين، كما يطلب القيام بالأمر الأوّل بسبب الأمر الثاني، الذي سيكون حينئذٍ أكثر سهولة، لأنّ مَن يفكّر في خطاياه سيكون أقلّ قساوة تجاه رفيقه في البؤس. والمغفرة المطلوبة ليست من الفم فقط، إنّما من “صميم القلب”، كي لا نديرَ باتّجاهنا الرمح الذي نعتقدُ أنّنا نطعنُ الآخرين بواسطته. أيّ أذى يمكن أن يُلحقَه بك عدوّك، مقارنةً بالأذى الذي قد تلحقُه بنفسك؟ إن تركتَ النقمة والغضب يسيطران عليك، ستشعر بالإهانة لا بسبب الأذى الذي ألحقَه بكَ، بل من الحقد الذي تملّكَكَ. لذا، لا تقلْ: “أهانَني وافتَرى عليّ وأزعجَني كثيرًا”. كلّما ادّعيْتَ أنّه أساء إليكَ، كلّما أثبتْتَ أنّه كانَ مفيدًا لكَ، لأنّه منحَكَ الفرصة لتتطهّرَ من خطاياكَ. وبالتالي، كلّما أهانَكَ، كلّما سمحَ لكَ بنيل الغفران من الله على خطاياكَ. إن لم نرغبْ في ذلك، لن يتمكّن أحد من إلحاق الأذى بنا؛ يمكن القول حتّى إنّ أصدقاءنا يسدونَ لنا خدمة كبيرة… لذا، فكّر كم يمكنك أن تستفيدَ من الإهانة التي تتحمّلُها بتواضع ولطف.
maronite readings – rosary.team