الجمعة، ١ أكتوبر : الكردينال جوزف راتزنغر
“إِنَّ هَذا ٱلجيلَ جيلٌ فاسِدٌ يَطلُبُ آيَة، وَلَن يُعطى سِوى آيَةِ يونان”. نحن أيضًا، ننتظر براهين وعلامات النجاح، أكان في التاريخ البشري أم في حياتنا الشخصيّة. قد نتساءل بالتّالي إن كانت المسيحيّة قد غيّرت العالم، أو إن استطاعت أن تصنع معجزتي الخبز والسّلامة، اللتين تكلّم عنهما الشيطان في البريّة (راجع مت 4: 3). إنّ المسيحيّة، بحسب ما قال كارل ماركس، قد استنفذت وقتًا كافيًا لتثبت مصداقيّة مبادئها، وتبرهن نجاحها، وتبيّن أنّها خلقت الجنّة الأرضيّة؛ لذا، وبالنسبة إلى ماركس، بعد كلّ هذا الوقت، قد يكون من الضروري منذ الآن الاستناد إلى مبادئ أخرى. لقد أثّرت أقوال ماركس تلك، تأثيرًا جمًّا بعدد كبير من المسحيّين، والعديد منهم يعتقد أنّه من الضروري ابتكار مسيحيّة مختلفة جدًّا، مسيحيّة تتخلّى عن “ترف” الباطنيّة والحياة الروحيّة. غير أنّ هؤلاء بالتحديد يمنعون بهذه الطّريقة التحوّل الحقيقي للعالم، الذي يأخذ أصله في قلب جديد، قلب متنبّه، قلب منفتح على الحقيقة والمحبّة، قلب مُحرَّر وحرّ. في أصل طلب الآية المُضِلِّ هذا، هناك الأنانيّة، وفساد قلبٍ لا ينتظر شيئًا آخر من الله سوى النجاح الشخصي وعونًا لإثبات الـ “أنا” المطلقة. هذا الشكل من التقوى هو رفض أساسي للارتداد. كم من مرّة نحن اعتمدنا على آية للنجاح! كم من مرّة طلبنا آية ورفضنا الارتداد!
maronite readings – rosary.team