الجمعة، ٢٠ ديسمبر : القدّيس أوغسطينُس
في كنيسة روما، كان الطوباويّ لورنسيوس يمارس أعماله الشمّاسيّة. فهُنا كان يوزّع على المؤمنين دم الرّب يسوع المسيح المقدّس، وهنا سفك دمه من أجل اسم الرّب يسوع المسيح… لقد أوضح يوحنّا الرسول سرّ العشاء السرّي عندما قال أنّ الرّب يسوع “قد بَذَلَ نفْسَه في سَبيلنِا. فعلَينا نَحنُ أَيضًا أَن نَبذُلَ نُفوسَنا في سَبيلِ إِخوَتِنا.” (1يو 3: 16). يا إخوتي، لقد فَهِمَ القدّيس لورنسيوس هذا وعمل به. وقد حضّر هذه التّقدمة بواسطة ما تناولَه عن هذه المائدة. لقد أحبّ الرّب يسوع المسيح في حياته، واقتدى به في موته. ونحن أيضًا يا إخوتي، إذا كنّا نحبّه فعلاً، علينا أن نقتدي به. وأفضل برهان نقدّمه له عن حبّنا، هو في الاقتداء به كما قال القدّيس بطرس في رسالته الأولى: “فقَد تأَلَّمَ المسيحُ أَيضًا مِن أَجلِكم وترَكَ لَكم مِثالاً لِتقتَفوا آثارَه” (1بط 2: 21)… نجد في حديقة الربّ جميع أنواع الزّهور: ليس فقط ورود الشّهداء، وإنّما أيضًا زنابق العذارى، وورود المتزوّجين وبنفسج الأرامل. يا أحبّائي، لا يجب على أيّ فئة من الناس أن تَيأس من دعوتها: فمن أجلنا جميعًا تألّم الرّب يسوع المسيح… على المسيحيّ إذًا أن يفهم كيف يتبع الرّب يسوع المسيح، من دون الحاجة إلى سفك دمه، وبدون مواجهة عذابات الاستشهاد. قال القدّيس بولس في موضوع المسيح الربّ: “هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة”. يا لهذه العظمة! “بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان” (في 2: 6-7). يا لهذا التّنازل! الرّب يسوع المسيح قد تنازل: أنظر أيّها المسيحي ما هو في مُتَناوَلِك. فالرّب يسوع “وضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب” (في 2: 8): فلماذا التكبّر إذًا؟… ثمّ، بعد أن انحدر الرّب يسوع المسيح إلى أقصى درجات الاتّضاع وبعد أن سَحقَ الموت، صعد إلى السماء: فلنتبعهُ.
maronite readings – rosary.team