الجمعة، ٢٠ مايو : القدّيس فرنسيس دي سال
إنّ العبارة الأولى الّتي قالها الربّ يسوع على الصليب كانت صلاةً من أجل الّذين صلبوه؛ وقد فعل حينذاك ما كتبه كاتب الرّسالة إلى العبرانيين: “وهو الّذي في أيّام حياته البشريّة، رفع الدعاء والابتهال” (عب 5: 7). بالطبع، إنّ الّذين صلبوا مخلّصنا الإلهيّ لم يكونوا يعرفوه…، لأنّهم لو عرفوه لَما صلبوه (راجع 1كور2: 8). وعندما رأى ربُّنا جهل هؤلاء وضعفهم، سامحهم وقدّم من أجلهم هذه الذبيحة لأبيه السماويّ، فالصلاة ذبيحة…: “اغفر لهم يا أبتِ لأنّهم لا يدرون ما يفعلون” (لو 23: 34). كم كانت عظيمة شعلة المحبّة الّتي كانت تضطرم في قلب فادينا الوديع. فبالرغم من آلامه المرّة وعذاباته الّتي كادت أن تفقده القدرة على الصلاة لنفسه، استطاع بقوّة محبّته أن ينسى ذاته، لا الّذين خلقهم… لقد أراد من خلال ذلك أن يُفهمنا مقدار المحبّة التي كان يكنّها لنا، تلك المحبّة الّتي لم يكن لأيّ عذاب القدرة على تخفيفها، وأن يعلّمنا أيضًا كيف يجب أن نحبّ قريبنا… والحال فإنّ الرّب يسوع الذي طلب الغفران لأجلنا، كان متأكّدًا من أنّ طلبه قد تحقّق لأنّ أباه السماوي الذي يكرّمه كثيرًا لا يرفض له طلبًا.
maronite readings – rosary.team