الجمعة، ٢١ مارس : القدّيس باسيليوس

“يا غَبِيّ، في هذِهِ اللَّيلَةِ تُستَرَدُّ نَفْسُكَ مِنكَ، فلِمَن يكونُ ما أَعدَدتَه؟” إنّ سلوك هذا الغنيّ لهو أكثر سخفًا من قساوة عقابِه الأبديّ. في الحقيقة، ما هي المشاريع التي يرسمُها في قلبه ذاك الرجل الذي يوشك على مغادرة هذا العالم؟ “أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبرَ منها”. أمّا أنا، فكنتُ لأقولَ له: إنّك على حقّ، فمخازن الظّلم هذه تستحقّ أن تُهدَم. لذا، هدِّمْ بيديْكَ، من الألف إلى الياء، ما بَنَيتَه بالمكر. دَعْ مخازن القمح تَنهار، تلك المخازن التي لم تُشبِع أحدًا قطّ، وليَختَفِ كلّ بناء لجأ إليه بخلُكَ. انزَعْ السطوح، وهدِّمْ الجدران وضَعْ تحت أشعّة الشمس هذا القمح الذي تَعفّنَ، وأخرِجْ من سجنها تلك الثروات التي كنتَ تأسُرُها. “أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبرَ منها”. ومتى ملأتَ هذه الأهراء مجدّدًا، ماذا ستفعل؟ هل ستَهدِمُها لبناء أخرى مجدّدًا؟ هل من حماقةٍ أشدّ من شعورِكَ بالاضطراب الدائم، مُنكبًّا على البناء ومُنكبًّا على الهدم؟ إن أردْتَ ذلك، لديكَ أهراء هي منازل الفقراء. “أكنِزوا لأنفُسِكم كنوزًا في السماء، حيثُ لا يُفسِدُ السّوس والعُثّ، ولا يَنقُبُ السارِقونَ فيَسرِقوا” (مت 6: 20).
maronite readings – rosary.team