الجمعة، ٢١ يناير : المجمع الفاتيكانيّ الثاني
يجب أن يكون حضورُ المسيحيين في المجتمعات الإنسانية عابقًا بتلك المحبّة التي أحبّناها الله، الذي يريدُ أن نحبَّ بعضُنا بعضًا بالمحبّةِ نفسها (راجع 1يو 4: 11). والمحبّة المسيحيّة تمتدّ في الحقيقة إلى الجميع، من غير نظرٍ إلى العِرْق، والوضع الاجتماعي أو الديني، وهي لا تنتظرُ أيَّ مكسبٍ أو أيَّ شكرٍ. فكما أحبنا الله مجانًا، على المؤمنين، في محبتهم، أن يجعلوا اهتمامهم في الإنسان نفسِه، فيكونَ دافعُ تلك المحبة هو نفسه الدّافع الذي كان وراءَ تطلّب الله للإنسان. وكما أنّ الرّب يسوع المسيح جال في جميع المدن والقرى شافيًا كلَّ مرض وكلَّ سُقْم، إشارةً منه إلى مجيء ملكوت الله (راجع مت 9: 35 وما يليها، أع 10: 38)، كذلك تعملُ الكنيسة بأبنائها، على الاتّصال بجميع البشر من أيّ وضعٍ كانوا، ولا سيّما الفقراء والمكروبين منهم… وتشاركُهم في أفراحِهم وآلامهم، وتعرفُ رغبات حياتِهم ومشاكلَهم، وتشاطِرُهم حسرات الموت. وهي ترغبُ في أن تستجيبَ لطالبي السلام بحوارٍ أخويّ ٍ، تُقدّم لهم السلام والنور من الإنجيل. فعلى المسيحيين أن يعملوا، ويتعاونوا مع جميعِ الآخرين في تنظيمِ الأمور الاقتصادية والاجتماعية تنظيمًا قويمًا. وعليهم أن يبذلوا كُلَّ جهدٍ في تربية الأولاد والشبّان… وعليهم أن يُسهموا في الجهود التي تبذُلها تلك الشعوب التي تعملُ على تحسين أوضاعِ الحياة وعلى توطيد السلام في العالم… إلاّ أنّ الكنيسة لا تريدُ، على أيّ حالٍ، أن تتدخّل في إدارة المدينة الأرضية. وهي لا تُطالِب لنفسِها بأيّ دورٍ غيرِ الخدمة التي تؤديها، بعون الله، للبشر في المحبة وإخلاص العمل…
maronite readings – rosary.team