الجمعة، ٢٤ ديسمبر : القدّيس أوغسطينُس
حين طرح رجلٌ هذا السؤال على الرّب يسوع: “أَيُّها المُعَلِّمُ الصَّالح، ماذا أَعمَلُ لأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟” (مر 10: 17)، سمع الجواب التالي: “لِمَ تَدْعوني صالِحًا؟ لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه” (مر10: 18). أجل، إن كنت تراني بحالتي الإلهيّة، أنا صالح. لكن إن كنت تراني بحالتي البشريّة الحاليّة، لماذا تسألني عمّا هو صالح إن كنتَ من أولئك الذين “سَيَنظُرونَ إِلى مَن طَعَنوا” (يو 19: 37). هذه الرؤية ستشكّل مصدر بؤس لهم، لأنّها ستكون رؤية العقاب. في الواقع، ثمّة رؤية حيث سنتأمل جوهر الله الثّابت وغير القابل للتّغيير، وغير المرئيّ للعيون البشريّة، هذه الرؤية التي وُعِد بها القدّيسون فقط، هذه الرؤية التي سمّاها بولس الرسول “وجهًا لوجه” (1كور13: 12)؛ عن هذه الرؤية، قال القدّيس يوحنّا: “أَيُّها الأَحِبَّاء نَحنُ مُنذُ الآنَ أَبناءُ الله… نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا نُصبِحُ عِندَ ظُهورِه أَشباهَه لأَنَّنا سَنَراه كما هو” (1يو 3: 2)؛ وقال صاحب المزمور: “واحِدةً سألتُ الرَّبَّ وإِيَّاها أَلتَمِس أَن أُقيمَ ببَيتِ الرَّبِّ جَميعَ أَيَّام حياتي لِكَي أُعايِنَ نَعيمَ الرَّبِّ وأَتأمَّلَ في هَيكَلِه” (مز27[26]: 4). كما تكلّم الربّ نفسه عن هذا الموضوع: “وأَنا أَيضاً أُحِبُّه فأُظهِرُ لَهُ نَفْسي” (يو 14: 21). من أجل هذه الرؤية، نحن نطهّر قلوبنا في الإيمان، كي نكون من عداد “أَطهارِ القُلوب الذين سيُشاهِدونَ الله” (مت 5: 8). هذه الرؤية وحدها هي ثروتنا السامية؛ ولبلوغها، يحقّ لنا أن نقوم بكلّ ما نقوم به من أعمال خير.
maronite readings – rosary.team