الجمعة، ٢٥ مارس : التعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة
لكي تكون مريم أمّ المخلّص، “نفحها الله من المواهب بما يتناسب ومثل هذه المهمّة العظيمة” (نور الأمم 56). فالملاك جبرائيل حيّاها إبّان البشارة على أنّها “ممتلئة نعمة”. وبالفعل، لكي تستطيع أن توافق موافقة إيمانٍ حرٍّ على الدعوة التي دُعيت إليها خلال البشارة، كان لا بدّ لها من أن تكون محمولة بِنِعمة الله. على مرّ العصور، وعت الكنيسة أنّ مريم “الممتلئة نعمة”، قد افتديت منذ أن حُبل بها. هذا ما تعترف به عقيدة الحبل بلا دنس، التي أعلنها البابا بيوس التاسع سنة 1854: “إنّ الطوباويّة العذراء مريم قد صينت، منذ اللحظة الأولى للحبل بها، سليمة من كلّ لطخة من لطخات الخطيئة الأصليّة، وذلك بنِعمةٍ من الله الكلّي القدرة وبإنعامٍ مِنهُ، نظرًا إلى استحقاقات الرّب يسوع المسيح مخلّص الجنس البشريّ”. هذه “القداسة الرائعة والفريدة” التي “أغنيَت بها منذ اللحظة الأولى من الحبل بها”(نور الأمم 56)، تأتيها كلّها من الرّب يسوع: فقد “افتديت بوجه سام، باعتبار استحقاقات ابنها”(نور الأمم 53). فوق كلّ شخص آخر مخلوق، “باركها الآب بكلّ أنواع البركات الرُّوحيّة في السماوات، في المسيح” (راجع أف 1: 3). إنّه “اختارها فيه عن محبّة، من قبل إنشاء العالم، لتكون قدّيسة وبغير عيب أمامه” (راجع أف 1: 4). إنّ آباء التقليد الشرقي يدعون والدة الإله “بالكليّة القداسة”، ويحتفلون بها على أنّها “معصومة من كلّ وصمة خطيئة، لأنّ الرُّوح القدس عجنها، وكونها خليقة جديدة”. لقد لبثت مريم طول حياتها بريئة، بنعمة الله، من كلّ خطيئة شخصيّة.
maronite readings – rosary.team