الجمعة، ٢٧ ديسمبر : القدّيس فولجنتيوس
إنّ المحبّة التي دفعت الرّب يسوع المسيح للنزول من السماء إلى الأرض، هي التي رفعت القدّيس إسطفانُس من الأرض إلى السماء. والحبّ الذي كان يتملّك الملك أوّلاً، تألّق بعد ذلك عند الجنديّ… فالمكان الذي كان إسطفانُس أوّل من صعد إليه، مرجومًا بالحجارة أمام عيون شاول (القدّيس بولس لاحقًا)، هذا هو المكان الذي تبعه القدّيس بولس إليه، بمساندة صلوات إسطفانُس. هذه هي الحياة الحقّة، أيّها الإخوة، حيث لا يُحَاسب بولس على قتله إسطفانُس، لكن حيث يفرح إسطفانُس برفقة بولس، لأنّ المحبّة تؤمّن السعادة للأوّل كما للثاني. تخطّى الحبّ عند إسطفانُس كراهية أعدائه؛ وقال بولس: “المحبّة تستر الكثير من الخطايا” (1بط 4: 8). عند الأوّل كما عند الثاني، سمحت المحبّة بالحصول على ملكوت السماوات. المحبّة هي إذًا مصدر كلّ الخيرات وأصلها، حماية لا تقهر، الطريق الذي يؤدّي إلى السماء. مَن يسلك طريق المحبّة لا يتوه ولا يخاف. فهي توجّه وتحمي وتقود إلى الهدف. لهذا السبب، أيّها الإخوة، بما أنّ المسيح وضع سلّم المحبّة الذي يسمح لكلّ مسيحي بالصعود إلى السماء، كونوا أمناء بشجاعة لهذا الحبّ، ومارسوه بين بعضكم البعض، واسلكوا طريق الصعود من خلال التقدّم في الحبّ.
maronite readings – rosary.team