الجمعة، ٢٧ مايو : القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم
إنّ ربَّنا يسوع المسيح هو اليوم على الصليب ونحن في عيد، كي تعرفوا أنّ الصليب هو عيد واحتفال روحيّ. في الماضي كان الصليبُ رمزًا للعقاب، أمّا اليوم فهو رمزُ الشرف. في الماضي كان رمزًا للإدانة، أمّا اليوم فهو مبدأ الخلاص لأنّه مصدر خيرات لا محدودة: لقد نجّانا من الخطيئة، وأنارَنا في الظلمات، وصالَحَنا مع الله. فبعد أن أصبَحنا أعداءَ له وغرباء بعيدين عنه، أعادَ الصليب ربط أواصر صداقَتِنا به، وقرَّبَنا إليه من جديد. فالصليب دمار للكراهية، وضمانة للسلام، وكنز من آلاف الخيرات. بفضل الصليب لم نَعدْ تائهين في الصحراء لأنّنا نعرف الطريق الحقّ. لم نَعدْ نقيمُ خارج القصر الملكيّ لأنّنا وجَدْنا الباب. لم نَعدْ نخافُ أسلحة الشيطان المُستَعِرة لأنّنا عثَرْنا على نبع الحياة. بفضل الصليب لم نَعدْ أرامل لأنّنا وجَدْنا العريس. ولا نخاف الذئاب لأنّ لدينا الرّاعي الصالح. بفضل الصليب لم نَعدْ نخشى الغاصِب لأنّنا نمكثُ إلى جانب الملك. لذلك، عندما نحتفلُ بذكرى الصليب، نكون في عيد. وقد دعانا القدّيس بولس الرسول بنفسه إلى هذا العيد تكريمًا منّا للصليب: “فَلنُعيِّد إذًا، لا بِالخَميرةِ القديمةِ ولا بِخَميرةِ الخُبْثِ والفَساد، بل بِفَطيرِ الصفاءِ والحقّ” (1كور5: 8). وقد أعطى التبرير لهذا الاحتفال بقوله: “قد ذُبِحَ حملُ فِصحِنا، وهو المسيح” (1كور 5: 7).
maronite readings – rosary.team