الجمعة، ٢٩ أكتوبر : عظة منسوبة للقدّيس مقاريوس
منذ خطيئة آدم، ابتعدت النفس عن محبّة الله متّجهة نحو العالم الحاضر، واهتمّت بالأفكار الماديّة والدنيويّة. وبما أنّ آدم تلقّى الميول السيّئة نتيجة هذه الخطيئة، فبالتالي، إنّ كلّ الذين وُلدوا منه وكلّ نسله تلقّوا هذه الخميرة. بعدها، نمت الميول السيّئة بين البشر حتّى وصلوا إلى كلّ أنواع الاضطرابات. وأخيرًا، اخترقت خميرة الخبث البشريّة جمعاء… بطريقة مماثلة، أراد الربّ خلال حياته على الأرض أن يتألّم من أجل كلّ البشر، وأن يفتديهم بدمه، وأن يدخل خميرة طيبته في النفوس المؤمنة الّتي أذلّها نير الخطيئة. أراد أن يحسّن فيها عدالة القواعد والفضائل حتّى تتّحد مع الخير متى اخترقتها الخميرة، وتشكّل “روحًا واحدة مع الربّ”، كما قال القدّيس بولس (راجع 1كور 6: 17). إنّ النفس التي اخترقتها خميرة الرُّوح القدس، لا تعود تفكّر في الأمور السيّئة والخبيثة، كما كُتِبَ: إنّ المحبّة “لا تَفعَلُ ما لَيسَ بِشَريف”(1كور 13: 5). فبدون هذه الخميرة السماويّة، أي بدون قوّة الرُّوح القدس، من المستحيل أن تخرق وداعة الربّ هذه النفس وأن تصل إلى الحياة الحقيقيّة.
maronite readings – rosary.team