الخميس، ١١ نوفمبر : سمعان اللاهوتيّ الحديث
إنّ جسد كنيسة الرّب يسوع المسيح، الذي هو النتيجة المتناسقة لاجتماع القدّيسين منذ بدء الأزمنة، يصل إلى بُنيَتِهِ المتوازنة والشّاملة في اتّحاد أبناء الله، أي المولودين الأوائل في السماء… إنّ الربّ يسوع مخلّصنا الإلهي، كشف بنفسه عن طابع الإتّحاد به الذي لا ينحلّ ولا ينقسم إذ قال لرسله: “إِنَّكم في ذلك اليَومِ تَعرِفونَ أَنِّي في أَبي وأَنَّكم فِيَّ وأَنِّي فِيكُم” (يو 14: 20). وجعل الأمر أكثر وضوحًا عندما أضاف: “وَأنا وَهَبتُ لَهم ما وَهَبْتَ لي مِنَ المَجْد لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد”. وكرّر مرّةً أخرى: “عَرَّفتُهم بِاسمِكَ وسأُعَرِّفُهم بِه لِتَكونَ فيهمِ المَحبَّةُ الَّتي أَحبَبتَني إِيَّاها وأَكونَ أَنا فيهِم”. يا لتنازل المحبّة العظيمة، الفائقة الوصف، التي يكنّها لنا الله، “مُحِبُّ الإنسان” (راجع حك 1: 6) لأنّ ما هو في طبيعة الابن بالنسبة إلى أبيه، يعطينا أن نكونه بالنسبة إليه من خلال التبنّي والنعمة… إنَّ المجد المُعطى للابن من قِبَل الآب، يعطينا إيّاه الابن بدوره بواسطة النّعمة الإلهيّة. لا بل أكثر من ذلك، تمامًا كما الابن في الآب والآب فيه، كذلك يكون ابن الله فينا، ونحن سنكون فيه، إذا ما أردنا ذلك، بواسطة النّعمة الإلهيّة أيضًا. وعندما صار إنسانًا مثلنا في الجسد، جعلنا مشاركين معه في ألوهيّته وجعلنا كلّنا معه جسدًا واحدًا. فإنّ الألوهيّة التي نتشارك فيها لا يمكن تقسيمها إلى أجزاء منفصلة، ويتتبّع منها بالضرورة أنَّنا، نحن أيضًا، عندما نشارك فيها بشكل حقيقي، نصبح غير منفصلين عن الرُّوح الواحد ونشكّل جسدًا واحدًا مع الرّب يسوع المسيح.
maronite readings – rosary.team