الخميس، ١١ يناير : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
إنّ الله، في حياته الباطنيّة، هو “محبّة” (1يو 4: 8)، محبّة أساسيّة، مشتركة للأقانيم الإلهيّة الثلاثة: الرُّوح القدس هو المحبّة الشخصيّة كونه روح الآب والابن. لذلك، فإِنَّ “الرُّوحَ يَفحَصُ عن كُلِّ شَيء حتَّى عن أَعماقِ الله” (1كور 2: 10)، كونه المحبّة-الهبة غير المخلوق. يمكن أن نقول أنّ الحياة الخاصّة لله الواحد والثالوث هي هبة بالكامل في الرُّوح القدس، وتبادل محبّة بين الأقانيم الإلهيّة، وأنّ الله يوجد على شكل هبة من خلال الرُّوح القدس. إن الرُّوح القدس هو التعبير الشخصي لهبة النفس هذه، لهذا الكائن-المحبّة. هو أقنوم-محبّة. هو أقنوم-هبة. هذا يظهر لنا، عن موضوع مفهوم الأقنوم في الله، غنًى للحقيقة لا يمكن فهمه وتعمّقًا يفوق ما يمكن التعبير عنه، بحيث أن الوَحي وحده يمكنه أن يعرّفنا بهما. في الوقت نفسه، إنّ الرُّوح القدس المتساوي في الجوهر مع الآب والابن في الألوهيّة، هو محبّة وهبة (غير مخلوقة) تفيض منه كما من النبع… كلّ هبة مخصّصة للمخلوقات (هبة مخلوقة): هبة الوجود لكلّ الأشياء بالخلق؛ هبة النعمة للبشر عبر كلّ تاريخ الخلاص. كما كتب الرَّسول بولس عن هذا الموضوع: “لأَنَّ مَحَبَّةَ اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُسِ الَّذي وُهِبَ لَنا” (رو 5: 5).
maronite readings – rosary.team