الخميس، ١٢ ديسمبر : القدّيس توما الأكوينيّ
إنّ كلّ خليقة إنّما وُجِدَتْ لتشهدَ لله، بما أنّ كلّ خليقة هي بمثابة دليلٍ على رحمتِه. إنّ عظمة الخَلْق تشهدُ بطريقتها على قدرةِ الله وجبَروتِه. أمّا جمالُه، فهو يشهدُ على الحكمة الإلهيّة. يتسَلّم بعض الأشخاص مهمّة خاصّة من الله. فهم يشهدون لله، ليس فقط من وجهة النظر الطبيعيّة بصفتِهم موجودين فحسب، بل بالأحرى بطريقة روحانيّة من خلال أعمالهم الصالحة. غير أنّ أولئك الذين لا يكتفون بالحصول على المواهب الإلهيّة وبالقيام بالأعمال الحسنة بنعمة الله، بل يَتَشارَكون بها أيضًا مع الآخرين عبر الكلام والتشجيع والنصح… أولئك يشهدون لله شهادة حقّة مميّزة. يوحنّا هو أحد هؤلاء الشهود. فهو أتى ليُوزِّع عطايا الله ويُعلِنَ تسابيحه. هذه الرسالة ليوحنّا، هذا الدور كشاهد يُعتَبر ذات عظمة لا مثيل لها. فلا يستطيعُ أحدٌ أن يشهدَ لحقيقةٍ إلاّ بقدر ما يشاركُ فيها. قالَ الرّب يسوع: “الحقَّ الحقَّ أقولُ لكَ أنّنا نتكلَّمُ بما نعرِفُ، ونَشهَدُ بما رأينا” (يو 3: 11). إنّ الشهادة للحقيقة الإلهيّة تفترضُ أن نعرفَ هذه الحقيقة. لذا، قامَ الرّب يسوع المسيح أيضًا بدور الشاهد. “أنا ما وُلِدْتُ وأتَيْتُ العالم إلاّ لأشهَدَ للحَقّ” (يو 18: 37). لكنّ الرّب يسوع ويوحنّا إنّما شهدا بطريقة مختلفة. فالرّب يسوع المسيح كان يملكُ هذا النور في ذاتِه. بل أكثر من ذلك، إنّه هو نفسُه ذاك النور؛ فيما كانَ يوحنّا يشتركُ فيه فقط. لذا، فقد أدّى الرّب يسوع المسيح شهادة كاملة وجسّد الحقيقة بطريقة مطلقة. أمّا يوحنّا والقدّيسون الآخرون، فهم لا يشهدون للحقيقة إلاّ بقدر ما ينالونَها. يا لسموّ رسالة يوحنّا: إنّها تفتَرضُ اشتراكَه في نور الله وشبَهَه مع الرّب يسوع المسيح الذي أدّى هو أيضًا هذه المهمّة.
maronite readings – rosary.team