الخميس، ١٥ ديسمبر : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
“أُمكُثْ مَعَنا، فقد حانَ المَساءُ ومالَ النَّهار”(لو 24: 29). هذه هي الدعوة التي وجّهها تلميذا عِمّاوس للربّ يسوع المسيح مساء يوم القيامة. فقد كان الحزن يعصر قلبيهما، ولم يفهما أنّ المسافر الغريب هو الربّ يسوع المسيح القائم من الموت. ومع ذلك، فقد كان قلبهما “متّقدًا في داخلهما” حينما كان يفسّر لهما الكتب (لو 24: 32). واستطاع نورُ الكلمة أن يليّن قساوة القلب، فانفتح قلبهما وانفتحت “أعينهما” (لو 24: 31). ففي ظلام المساء وظلمة قلبهما، كان المسافر بمثابة قبس نور أحيا فيهما الرجاء والرغبة في النور الكامل. “فألَحَّا علَيه قالا: أُمكُثْ مَعَنا”. فقَبِلَ. بعد قليل سيختفي وجه الربّ يسوع، لكنّه سيبقى تحت شكل الخبز المكسور الذي انفتحت أعينهما أمامه. صورة تلميذيّ عماوس تساعدنا في هذا المسار الّذي تركّز فيه الكنيسة على سرّ الإفخارستيا. فالمسافر الإلهي يرافقنا في طرق حياتنا المليئة بالأحزان والقلق وجميع أنواع الإحباطات، ويفسّر لنا الكتب في ضوء سرّ الله. وعندما يكتمل اللقاء، يتبع نورَ الكلمة النورُ المنبثق من “خبز الحياة”، الذي يحقّق الربّ يسوع المسيح من خلاله وعدَه بأن يبقى معنا “طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (مت 28: 20).
maronite readings – rosary.team