الخميس، ١٦ يونيو : القدّيس يوحنّا بولس الثاني
“مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.” (يو 12: 25). نتكلم هنا عن حقيقة غالباً ما يرفضها العالم المعاصر ويكرهها، لأنه يجعل من الأنانية المعيار الأسمى في الوجود. ولكن شهود الإيمان (في القرن العشرين) لم يحسبوا لا حساب صالحهم، ولا راحتهم، ولا حتى حياتهم كقِيَم أرفع من الإخلاص للإنجيل. بالرغم من ضعفهم، كانت مقاومتهم للشر قوية جدّاً. وبضعفهم أشرقت قوة الإيمان ونعمة الرب. فالميراث الذي تركه لنا هؤلاء الشهود الشجعان هو تراث مشترك لكل الكنيسة ولكل الجماعات الكنسية… فالوحدة المسيحيّة (المسكونيّة) الأكثر إقناعاً هي وحدة الشهداء وشهود الإيمان؛ فهي تبيّن لمسيحيي القرن العشرين والواحد والعشرين طريق الوحدة. هي ميراث الصليب الذي نعيشه على ضوء القيامة، ميراث يُغنِي ويدعم المسيحيين في مسيرتهم بالألفية الجديدة… في القرن والألفيّة الجاريين، فلتبقَ ذكرى هؤلاء الأخوة والأخوات حيّة! وأكثر من ذلك، فلتكبر! ولتكن متناقَلة من جيل إلى جيل، لتكون بذور خصبة لتَجَدُد مسيحي عميق! لتكون محفوظة ككنز ذو قيمة عظيمة لمسيحيي الألفيّة الجديدة وتكون خميرة حتى تبلغ وحدة جميع تلاميذ الرّب يسوع المسيح الكاملة!… أطلب من الله أن يساعدنا تنوّع الشهود المحيطين بنا، كلنا نحن المؤمنين، لنعبّر عن حبنا للرّب يسوع المسيح بشجاعة مساوية لشجاعتهم؛ بالمسيح يسوع ربّنا، الّذي ما زال حيًّا في كنيسته، اليوم كالأمس، غدًا ودائمًا.
maronite readings – rosary.team